الملك عبدالله .. رجل العام الذي يقودنا لصدارة العصور القادمة

Abstract

أن يكون خادم الحرمين الشريفين شخصية العام كما رأته صحيفة «البيان» الإماراتية فهو شخصية عصر عربي تميز بالاضطراب والتفكك، وكان بمجهوده الكبير رجل الإطفائيات لصد أي هجوم خارجي، ورجل التوفيق والتوافق في الخصومات العربية، وصاحب الحضور المهم مع قوى العالم التي تعتبر المنطقة موقع تصادم سياسي، واقتصادي، سواء كانت بسبب المتغير الداخلي العربي، ونمو ظاهرة الإرهاب، أو المحاولات الإصلاحية التي يجب أن تتجاوز المألوف الذي اعتدناه طيلة نصف قرن مضى.. الملك عبدالله لا يشك أحد في عروبته، ولا سلامة عقيدته، وقد ظل في موقع الحدث، فقد شارك بالقمم العربية وكان سبب نجاحها وعمل مع أخوته زعماء الدول الخليجية على ردم التباينات والخلافات على السياسات العامة والاستراتيجية، ثم توّج ذلك بأكبر وأنجح قمة إسلامية انعقدت في مكة المكرمة، وباعتراف غير المسلمين أنها التحول المهم والكبير في إيقاف الصراعات المذهبية الإسلامية، والتوجه للعالم بمضمون جديد وواقعي يهدف إلى تصحيح الصور غير المنطقية عن الإسلام.. في الداخل لم يحشد المواطنين في الحافلات، أو يستدعيهم ببيانات وتوصيات للتظاهر بأفعاله، بل جعل سلوكه واعتداله ونزاهته معايير لحب كل مواطن بمختلف مرتبته.. فقد شهدت المملكة أكبر ميزانية في تاريخها، وجاء توجيهها لصالح المواطن لرفع مستوى دخله وكفاءته، وتحصينه من دوائر الإرهاب والانحراف ولم يغلق باب النقد حتى للأجهزة الحساسة، لأنه يؤمن بوجهات النظر حتى لو تغايرت أو تناقضت بطروحاتها طالما الهدف يصب في صالح الدولة والوطن.. رجل بهذا التميز، والذي يتحدث للناس في صلب قضاياهم، يحاور جميع الأفكار الدينية، والاجتماعية، وقضايا المرأة ومنابر الحوار الوطني، ويفتح الطريق أمام مجلس الشورى بأن يطرح القضايا معلنة، وغير محجوبة، ويحمي حقوق الفقراء، والمظلومين، بنفس الوقت حوّل وطنه إلى مركز دولي للقاءات الزعماء، والمندوبين، وعقد المؤتمرات الاقتصادية والسياسية، وبناء مراكز لمكافحة الإرهاب، والطاقة الدولية بمعنى أن هذه النظرة المفتوحة، هي التي توّجت الملك عبدالله رجل سلطة يتعامل مع عصره بنفس التناغم، ولعلها حصيلة السنوات الطويلة من التجارب التي وظفها لصالح وطنه وأمته فصار رجل العام المؤسس لأسباب كفاءتنا لصدارة العصور القادمة.