هل من مزيد؟!

Abstract

د. رشيد بن حويل البيضاني مهما أعطى الأب لابنه وقدم له من حقوق أو عطايا أو مكرمات أو هبات، فإن الابن يطمع في المزيد، وبخاصة عندما يكون الأب حانيا رحيما وعطوفا بولده، وعندما يكون الابن ــ كذلك ــ بارا ومحبا لوالده.هكذا شعورنا نحن الشعب السعودي تجاه الأب والقائد، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي لهجت الألسنة له بالدعاء إلى المولى عز وجل منذ أن غادر البلاد في رحلة العلاج الناجحة، وحتى عاد إلينا بسلامة الله تعالى وحفظه، كي يدخل السعادة والفرح إلى القلوب، وكانت عودته هذه كافية، لكنه آثر ــ حفظه الله ــ أن يضاعف فرحة أهله وشعبه، فكانت حزمة القرارات الملكية التي تتعلق بتحسين أحوال المواطنين متمثلة في تثبيت زيادة الرواتب للعاملين بالدولة بنسبة 15 % بشكل دائم لمواجهة ارتفاع الأسعار، وتشغيل الشباب ومكافحة البطالة، ودعم رأسمال صندوق التنمية العقارية ليصل إلى 40 ألف مليون ريال سعودي من أجل بناء المساكن ودعم مشاريع الإسكان الحكومية، وكذلك رفع رأسمال بنك التسليف والادخار لدعم المشروعات الصغيرة، وتوفير فرص العمل لمكافحة البطالة وتثبيت موظفي البنود بشكل رسمي، ودعم مستحقي الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، وتشكيل لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لبحث تشغيل الخريجين الجامعيين، ووضع تصور وحلول عملية لمواجهة هذه المشكلة خلال أربعة أشهر.لا شك أن لهذه القرارات الكريمة مردوده المؤثر على الوطن والمواطن، لكنني، وفق ما ذكرت في البداية، وبمنطق روح الأبوة الحانية التي نلمسها من خادم الحرمين الشريفين، نقول وكلنا يقين من استجابته لنا: هل من مزيد؟!.نعم يا سيدي، نريد المزيد لأنك عودتنا على ذلك، وربما لا يتمثل المزيد هنا في علاوات وإضافات للرواتب ونحوها، بقدر ما هو «مزيد» من القرارات التي تحفظ لنا هذه المكاسب من جانب، وترفع عن كواهلنا ومعنوياتنا كثيرا مما أثقلها من جانب آخر، نريد التأكيد على الوزراء وكبار المسؤولين أن يتتبعوا كل مفسد يريد أن يسعى إلى «تفريغ» هذه المكرمات من مضمونها، فيرفعون الأسعار، حتى قبل أن تدخل الزيادات الجيوب، وأولئك الذين يعدون العدة «للواسطة» من أجل أن يتم تشغيل الأقارب والأحباب.نأمل في أن تأتي توجيهات خادم الحرمين الشريفين الحاسمة من أجل محاربة المفسدين، ومعاقبة المقصرين والمهملين، الذين لا يروق لهم أن يروا المواطنين يتمتعون بخيرات هذا البلد الطيب، ولا يجنون ثمار القرارات الحكيمة التي تهدف إلى تخفيف الأعباء على العباد، والذين راح ضحية إهمالهم وفسادهم العديد من الأبرياء، وما سيول جدة ببعيدة من البال والخاطر.إن هذه المكرمات الملكية الأخيرة بحاجة إلى قرارات تضمن تطبيقها كما أراد خادم الحرمين الشريفين، حتى تؤدي هدفها، وتؤتي ثمارها، وحتى تستقر في وجدان المواطنين تلك العلاقة الحميمية بين الأب وبنيه، وبين الراعي والرعية، وبين القائد وشعبه.ستظل قلوبنا داعية لكم أيها المليك المفدى، بأن يمنحكم الله تعالى الصحة التامة، والعافية الشاملة، كما ستظل نفوسنا تواقة للمزيد من مكرماتكم، وطامعة في المزيد من قراراتكم التي تعكس التلاحم بين أبناء الوطن الواحد والله أسأل أن يديم علينا جميعا نعمة الأمن والأمان.. آمين.dr-rasheeD@windowslive.comللتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة