الملك عبدالله والقمة التاسعة عشرة
التاريخ
27-3-2007التاريخ الهجرى
14280308المؤلف
الخلاصة
الملك عبدالله والقمة التاسعة عشرة صلاح بن سعيد الزهراني/ أمانة منطقة الرياض لقد خلق الله بلادنا وخصها دون غيرها بالتشريف والتعظيم، وأعدها وأهلها لحمل رسالة خالدة لكل الإنسانية، فهي مهد الديانات السماوية ومهبط الوحي، وعلى أرضنا كان أول بيت وضع للناس، وكان شرفا وتشريفا لنا أن أنزل الله الرسالة الخاتمة بين ظهرانينا، نورا أراد له أن ينتشر في ربوع الأرض، فبلادنا بلاد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين وأمل المحبين في الله وبالله، يحج إليها المسلمون ويعتمرون للتزود من فضل الله ورحمته. وفوق ترابها نشأت أول دولة إسلامية على وجه الأرض لتقول للناس إن الإسلام دين ودولة، قامت بنشر الدعوة إلى حيث امتدت يدها، إلا أن الضعف والتشرذم قد تحالفا مع عدو هذه الأمة وأبوا إلا أن يسقطوا فرسانها من فوق صهوات الجهاد إلى مستنقع الفرقة والخلاف والتشتت، فأنشبوا في جسدها مخالب الفتن وطعنوها برماح الدسائس ورموها بسهام الحقد والأنانية، يتمنون ألا تقوم لنا قائمة، والله من ورائهم محيط. وتدور الأرض وتمر السنون ويبقى كتاب الله نورا ودستورا لهذه الأمة، شريعة ومنهاجا لتظل راية التوحيد مرفوعة وخفاقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. قال تعالى:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، وقد أدرك حكام هذه البلاد الدور القيادي الذي ينتظر هذه الأمة منذ نشأتها، وكما بزغ نور الدعوة من هذه الأرض وانتشر ليضيء جوانح من أراد الله به خيرا من العالمين، كان لزاما عليهم أن ينتهجوا نهجا يجمع الأمة العربية والإسلامية على كلمة سواء ويوحد صفوفها خاصة في هذه الأوقات العصيبة التي تكأكأت (تجمعت) عليها الأمم كما تتكأكأ الأكلة إلى قصعتهم، فحكموا العقل والمنطق وبقوا على حيادهم يرقبون وينصحون، فإذا وقعت الواقعة بين طائفتين أصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى قاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى رشدها. ومن الأحداث التي سجلها التاريخ للمملكة وحكامها العقلاء في هذا الصدد فتنة لبنان الكبرى والحرب الأهلية التي دامت سنين وسنين حتى أتت على الأخضر واليابس، وعندما أدرك المتقاتلون أنه لا كاسب ولا خاسر لهذه الحرب استمعوا لصوت العقل الذي جاءهم من بلاد الحرمين الشريفين، وأجابوا دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي جمعهم على مائدة الحوار الهادئ العاقل بالطائف، وبالحكمة والموعظة الحسنة استجاب الرفاق لصوت العقل، وفاءوا إلى رشدهم الذي غيبته حمية الجاهلية. وعاد الإخوة الأشقاء بعد أن كانوا أعداء، ليتفرغوا لإعادة بناء لبنان، وما كادوا يفرغون من مراحله الأولى حتى جاء إبليس الأبالسة ليلبس على الناس أمور حياتهم وتسلل لهم هذه المرة من نافذة الجهاد، وما أشبه اليوم بالبارحة، وكأن التاريخ يعيد نفسه. وتدخل أصحاب المصالح والنوايا غير الطيبة من جديد بينهم ليعينوا الإخوة على تدمير بعضهم البعض، ومن المستفيد غير أعداء البشر والمتشدقين بالمواعظ الذي يتاجرون بالسلاح، فهم يقدمون اليوم السلاح مجانا لكي تشتري منهم غدا الذخائر، وما أبعدهم كل البعد عن أن يفعلوا شيئا لله وللإنسانية.وكأن الإخوة اللبنانيين لم يستوعبوا الدرس، إذ كانت لبنان مسرحا لقتال يتقاتل فيه الإخوة اللبنانيون لمصلحة غير اللبنانيين في حربهم الأهلية التي انتهت باتفاقية الطائف، فبعد أن كاد لبنان ينطلق اقتصاديا من جديد عزّ على أصحاب المصلحة في خراب لبنان أن يحدث ذلك، وسرعان ما أعدت إسرائيل عدتها واستعدت لحرب خاطفة تحطم فيها ما أعاد اللبنانيون بناءه وتهدم عليهم المعبد من جديد، ويمكننا القول إنها استطاعت أن تقدم الطُعم لحزب الله وأبطال المقاومة اللبنانية، وبلع المجاهدون الطعم القاتل، وأقلعت قلاع البغي والعدوان لتهدم كل صرح على أرض لبنان الشقيق، وكان واضحا ضلوع القوة العظمى في هذه المؤامرة إذ أيدت استمرار العدوان لعله يحقق ما خطط له في الظلام، لكن الله عز وجل كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما، وتوقفت الحرب وكأنها هدنة أخرى على هذا الشريط الحدودي الشمالي، وتفرغت يد الوقيعة لتعمل عملها بين الرفاق لتشق صفوفهم وتفرق جمعهم، فهل يفيق الإخوة قبل فوات الأوان. وعادت القوى الصهيونية الغاشمة لتتفرغ للفلسطينيين من جديد وتصب عليهم نار الدسائس إلى جانب نار الاجتياح العسكري هنا وهناك، فألّبت الفصائل على بعضها البعض، وأوقدوا بينهم نار الحرب، لكن الله لهم بالمرصاد إذ يقول: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ}. تألم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الملك الذي تدمع عيناه لمرأى ضعيف صاحب حاجة، لما نشب من صراع أو نزاع بين الإخوة الفلسطينيين ودماءهم التي تهدر سدى، فهرع إليهم ليحقنوا دماءهم التي يجب ألا تسيل إلا
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
648577النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12598الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودابراهيم - عليه السلام
الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالمبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
صالح بن سعيد الزهرانيتاريخ النشر
20070327الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الشرق الاوسط
العالم الاسلامي
العالم العربي
لبنان
الرياض - السعودية
بيروت - لبنان