في رحاب العام الجديد
التاريخ
2010-12-08التاريخ الهجرى
14320102المؤلف
الخلاصة
ها نحن نستقبل عاماً جديداً من أعوام الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام حيث ودعنا عاماً كان مليئاً بالأحداث السارة المتميزة لبلادنا السعيدة، منزل الوحي ومبعث الرسالة، حيث شع نور الإسلام من مكة المكرمة ونشر أنواره على جميع أقطار الدنيا حاملاً رسالة التوحيد والسلام والمحبة والتعايش بين جميع أصحاب الملل المختلفة وأبناء البلاد المتباعدة فتتم بذلك دورة الحياة التي أرادها الله سبحانه وتعالى لعمارة الأرض. وقبل أن نسترسل الترحيب بالعام الجديد علينا فتح صفحات العام الذي ودعناه بالأمس، كما يفتح التاجر سجلات تجارته في نهاية كل عام ليعرف ما حققه من مكاسب وما لحق به من خسائر وصفحات أعمالنا لا شك مليئة بأفعال وأقوال منها الحسن ومنها ما هو دون ذلك ومنها السيئ، فمن كانت صفحات سجله في العام الماضي حسنة يضيء ما بين سطورها فعليه بالاستزادة، ومداومة الأعمال الصالحة، ومن كان دون ذلك فإن عليه أن يعدل ميزان تجارته لتعود عليه بالربح الوفير لتمحو خانة الخسائر التي تراكمت خلال ذلك العام ومن كانت صفحاته مليئة بالنقط السلبية فعليه أن يعود إلى جادة الحق والعدل ليقتص من نفسه ويزيد من العمل ويرد المظالم إلى أصحابها وأن يعزم النية على التوبة من المعاصي والإقبال على العبادات والطاعات أقوالاً وأفعالاً حسب استطاعته وطاقته وبالمقابل علينا أن لا نودع العام الماضي إلا بذكر محاسنه وما تحقق فيه من منجزات تحققت برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهذه إحدى المنن التي منّ بها الخالق سبحانه وتعالى على هذه الأمة فإذا رجعنا البصر نرى صفحات ناصعة مزينة بثمار العمل الجاد الذي نبع من إخلاص الرائد وهمة القائد لإسعاد شعبه بكل ناحية يتوخى منها الخير لأبناء البلاد ذكوراً وإناثاً في مجالات التعليم والصحة والعمران وتطوير المدن وشق الطرق ولعل درة الأعمال: تلك التي أنجزت في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مما هيأ لضيوف الرحمن ما أمكنهم من أداء حجهم والإتيان بشعائره على أكمل وجه في سهولة ويسر وكانت منة الله راعية لهم حيث لم يسجل ما يعكر صفوهم أثناء أداء هذا الواجب المقدس. ذاك عام مضى عليه منا السلام.. والآن نستقبل عاماً جديداً ستكون أيامه ولياليه وساعاته ودقائقه ما يحدث منها وما يكون في علم الغيب، تتطلب منا العزم والتصميم لإجادة التعامل مع الله ومع خلقه وهذا لن يتحقق إلا بالتشمير عن السواعد ونبذ الكسل والتواكل والتسويف لأن الإنسان لا يعلم متى يرحل عن هذه الدنيا فعليه باغتنام الفرصة لأداء الواجبات والإكثار من الحسنات والابتعاد عن المنكرات حتى يتحقق له السلام في نفسه وفي أهله وفي أمته، ولا شك أن أروع بشائر هذا العام بشرى شفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من العارض الذي ألم به وعودته إلى وطنه سالماً معافى. إن صفحات العام الذي هل علينا صفحات بيضاء مشرقة ناصعة فعلينا أن نملأها بالنقط المضيئة باتباع الحق والعدل والإخلاص في العمل تحقيقاً للهدف والغاية من هذه الدنيا التي جعلها الخالق سبحانه مزرعة للآخرة حيث يحصد كل عامل ما زرع (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) الآية.. Abdulla-alshubat@hotmail.com
الرابط
في رحاب العام الجديدالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
650558النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13690المؤلف
عبدالله بن أحمد الشباطتاريخ النشر
20101208الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية