ملك المبادرات ...!

Abstract

د.عادل بن أحمد الصالحملك المبادرات ...!د.عادل بن أحمد الصالحمن مبادرة إلى مبادرة ومن وساطة إلى أخرى يواصل خادم الحرمين الشريفين العمل دون كلل أو ملل فكل ما يهم المواطن «السعودي» والمواطن «الخليجي» بالنسبة له أمر جلل فخليجنا واحد وشعبنا واحد وقادته يد واحدة .. لا مكان للخلافات بيننا على مستوى الشعوب أو القادة.. وإن وجدت فلا مجال لها أن تحيا بيننا.. إنه خليج المحبة والوئام يقوده قادة يدركون قيمة الحب والسلام على رأسهم شقيقهم ومليكنا الهمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي يسر له الله بالنجاح في تهدئة الخلاف بين الشقيقتين قطر والبحرين بشأن منصب أمين عام مجلس التعاون الخليجي، ولمن لا يعرف فقد ظهر الخلاف القطري - البحريني، على منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إبان قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي عقدت في الكويت في ديسمبر من العام الماضي، وهذا المنصب يتم تدويره بين دول مجلس التعاون، ويحل الدور على البحرين خلفا لقطر، وعند تسمية البحرين مرشحها الجديد سجلت قطر اعتراضها على تسميته لأسباب لديها ورأت أنها قد تؤثر على العمل الخليجي المشترك، ولحرصه على تعزيز العلاقات الأخوية بين دول مجلس التعاون وإزالة أي سوء تفاهم أو خلاف بين قادتها قاد خادم الحرمين الشريفين وساطة بين الجانبين أسفرت عن موافقة البحرين على تسمية مرشح جديد هو عبداللطيف بن راشد الزياني ولم تعترض قطر بدورها على المرشح الجديد وانتهى الخلاف بين الإخوة.. فهنيئا لنا بخادم الحرمين وهنيئا للخليج بقادته. وتزامن نجاح المبادرة السعودية مع ذكرى مرور 29 عاما على إنشاء مجلس التعاون الخليجي ليضفي على الذكرى بهجة وبهاء ويوجه رسالة للعالم أجمع بأنه لا مجال بين دولنا للشقاق والجفاء لأننا نستمد قوتنا من وحدتنا وهمنا خدمة أوطاننا وأمتنا وتحقيق آمال وطموحات شعوبنا.. فشكرا خادم الحرمين الشريفين على وساطتك الكريمة... شكرا ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على استجابتكم لوساطة شقيقكم خادم الحرمين... شكرا الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر على تجاوبكم مع الوساطة.. شكرا لملك البحرين وأمير قطر اللذين أنزلا شقيقهما خادم الحرمين مكانته وقبلا وساطته وأكدا على متانة العلاقات بين دول الخليج.. شكرا صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي كان رسول السلام بين الأشقاء والذي قاد مبادرة خادم الحرمين الشريفين إلى المنامة والدوحة لتعزيز العلاقات الأخوية بين دول مجلس التعاون وزيادة سبل التفاهم والتنسيق المتبادل بينها. والمتأمل لما يقوم به خادم الحرمين على كافة المستويات يدرك جيداً أنه أمام قائد يجيد توظيف كافة الإمكانات لتحقيق الإنجازات وتجاوز العقبات لأن قاموسه الإداري لا يعرف الاستحالات، فأصبح القاصي والداني يشهد بالشخصية المتميزة لخادم الحرمين الشريفين وقيادته الحكيمة ، فلا غرو أن يحصل - حفظه الله - مطلع العام الجاري على المرتبة الأولى بين القادة الأكثر شعبية وتأييدا في العالم الإسلامي، وذلك خلال استطلاع أجراه مركز أبحاث «بيو» الأمريكي، بعد أن اختارته الغالبية العظمى ممن شملهم الاستطلاع أكثر قائد إسلامي يحظى بثقة في قدرته على اتخاذ القرارات والخطوات الصحيحة بشأن القضايا العالمية، وذلك بعد اختياره من قبل مجلة (فوربس) عام 2009 من ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم، وقائمة الشهادات طويلة لا مجال لحصرها. وختاما لقد قدم لنا قادة السعودية والبحرين وقطر دروسا كثيرة في فن الإدارة وأدب التعامل وأخلاق الكرام وحكمة القادة تغلف جميعها برسالة مفادها أن ما يربط أبناء الخليج سواء كقادة أو شعوب من وشائج الأخوة والقربى ووحدة التاريخ والجغرافيا، أقوى من إشكال أو خلاف. dr.adelalsaleh@yahoo.com