التصحيح والمحاسبة !

Abstract

التصحيح والمحاسبة ! فوزي المطرفي لا أكاد أنظر لحزمة الإصلاحات السريعة والنافذة التي يعلنها بعض المسؤولين في مرافق الدولة إلا وتنتابني حيرة واسعة عن صحوة الضمير النائم أو المتراخي ــ على أحسن تعبير وظن ــ طوال فترة الترؤس والبقاء الممتدة لسنوات تحطم عام منها على عام؟ولا أكاد أنظر للتصحيح الذي هو بداية الطريق نحو الأفضل؛ إلا وينسل من داخلي العميق سؤال حاد كالنصل، مفاده: هل هناك فرق بين مسؤول لا يحرص على تصحيح الأخطاء وآخر يمارس التصحيح خوفا من نوافذ الانفتاح وتغير صوت الشكوى؟إن أوجب واجبات الأمانة الحقة أن يتطلع المسؤول بصفته مؤتمنا للتصحيح باجتهاد ذاتي يرتقب إخلاصا لله فيه أولا وأخيرا ويبحث عن أيسر الأمور التي تسهل حاجات المواطن الذي يتجشم عناء اليوم الطويل في انتظار إنهاء معاملة توقفت عند توقيع موظف أو أوبة مسؤول؛ فصحوة الضمير المتأخرة يصعب قراءتها بالاعتدال القادم والأوبة الصادقة خاصة أن كافة الإمكانات وسبل الدعم كانت متوفرة ومتاحة ومعلنا عنها بتوجه سخي وكبير من قبل الدولة الحريصة على مصالح المواطن واستقامة أحواله الحياتية الكريمة، ولذلك أرى أن أولى خطوات التصحيح تبدأ بمحاسبة المسؤول الذي ظن أن الاستيقاظ الفجائي والانتباه المتسارع بالأوامر والتعاميم الداخلة في حزمة التصحيح يجب ما قبله من غفلة مقصودة متراكمة، لأن ثقافة المحاسبة الذاتية المعترفة بالتقصير والخطأ وذلك التعامل الحضاري الذي يحترم مشاعر الناس ورغبتهم لا تكاد تظهر بتجل ووضوح في مشهدنا العام، والسبب الذي يغلب على ظني أن الفترة الطويلة المصاحبة للتقصير وعدم الإنجاز توحي بشكل أو بآخر لهذا المسؤول بشعور الرضا الداخلي والامتلاء برغبة البقاء على المألوف والمعتاد، وهنا يكون المسؤول في عداد المقصرين والمتراخين عن أداء الأمانة في وقت أعلن فيه خادم الحرمين الشريفين أهمية الحرص على المواطن كائنا من كان والمعاجلة في خدمته وتلبية متطلباته بلغة صريحة يمكن اقتباس جوهرها الموجه إلى الوزراء ومسؤولي الجهات الحكومية كافة: « يحتم عليكم دوركم من المسؤولية والأمانة تجاه دينكم وإخوتكم شعب هذا الوطن الأبي ألا يتخاذل أحدكم عن الإسراع في تحقيق ما اعتمد، ولن نقبل إطلاقا أن يكون هناك تهاون من أحدكم بأي حال من الأحوال، ولن نقبل الأعذار مهما كانت» .. fawzi_789@hotmail.com