الذكرى التي لا تغيب

Abstract

عندما دشّن أمس قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين احتفالية شركة أرامكو السعودية، فإنه أعادنا بذلك إلى ما قبل 75 عاماً، حينما دشّن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، من هنا،من أرض الشرقية تصدير أول شحنة من النفط الخام إلى الخارج، ليتدفق بعدها الخير على الوطن بمختلف أجزائه.وعندما أطلق مليك الخير تسمية شرقية الخير قبل سنوات عديدة، بما في ذلك البئر الشهيرة بئر الدمام رقم 7، والتي حملت أولى تباشير النهضة، فكأنه كان بذلك يقرأ المستقبل، ويوعز لنا نحن المواطنين، بأن الخير الذي تحت أيدينا، إنما هو حلقة في سلسلة النهضة المتتالية، ومصدر يلهم العالم كله بأننا في المملكة رواد الطاقة في العصر الحديث.وهنا، تتجلى عظمة الماضي، ما بين إشارة المؤسس الأول، وإطلاقه أولى شرارات النهضة الحديثة التي شملت كافة المجالات، ونجحت في الارتقاء بالمواطن إلى ما هو عليه الآن، وفي نفس الوقت تتجلى روعة الحاضر تحت قيادة قائد المسيرة وسمو ولي عهده الأمين.وتأتي رعاية المليك احتفالية أرامكو السعودية أمس ضمن الجهود التي يبذلها ـ حفظه الله ـ ويعد لها من أجل إثبات تفوق العنصر السعودي كما وكيفاً، ذلك لأن هذه الشركة العملاقة، أصبحت بكل فخر واحدة من الصروح الوطنية الكبرى التي يعتد بها محلياً وإقليمياً وعالمياً، ولعل ما يزيد الفخر أنها الآن أصبحت علامة فارقة تسجل للعنصر السعودي الوطني نجاحه في كافة المحاور، عملياً وعلمياً وإدارياً. خادم الحرمين الشريفين، بتواجده الذي لا يغيب في كافة المناسبات الوطنية، وتشريفه هذا الحدث الهام في تاريخ وطننا، إنما يعيدنا بالذاكرة إلى ما كنا عليه، وإلى ما أصبحنا فيه، ولعل روعة الحدث تتجلى أيضاً في القيمة المعنوية التي نراها الآن ملء السمع والبصر، ونعيشها بكل حواسنا، ندرك عظمتها، وعظمة القيادة منذ الملك المؤسس، مروراً بأبنائه البررة الذين حملوا الشعلة، وحتى خادم الحرمين الشريفين الذي أوقد فيها جذوة الوطنية ورسخ معنى المواطنة. القيمة التي لا تنسى اليوم، هي ذلك الوطن، الشامخ بقيادته، الأغر بأبنائه، والعزيز بسواعده الوطنية.. 75 عاماً هي عمر المسيرة الخالدة.. 75 عاماً هي عمر الإنجاز.. لكنها أولاً وأخيراً.. عمر وطن سيبقى خالداً وشامخاً بإذن الله .