جامعة نايف .. والسمعة العالمية

Abstract

لقد كان السابع من ربيع الثاني لعام 1429ه الموافق الثالث عشر من نيسان - ابريل 2008م موعداً لولادة ثانية لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بعد أن كانت الولادة الأولى في الثالث عشر من ذي القعدة لعام 1392ه حين التأم أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين بدولة الامارات العربية المتحدة، ويمثل ذلك المؤتمر الانطلاقة الفعلية للعمل الأمني العربي المشترك، حيث ترأس الوفد السعودي في المؤتمر الفريق أول محمد الطيب التونسي مدير الأمن العام وضم الوفد كلا من اللواء سعيد كردي مدير مكتب مكافحة الجريمة، واللواء محمد علي أندر قيري، مدير ادارة الجنايات العامة، والزعيم عبدالرحمن بن حزيم، والقائد كمال سراج الدين، وناقش المؤتمر - والذي يعقد لأول مرة - دراسة أسباب الجريمة ومكافحتها ومعاملة المجرمين، وتأمين التعاون المتبادل بين الشرطة الجنائية في البلدان العربية، وكذلك سبل مكافحة المخدرات، كما بحث المؤتمر مسألة تطوير التعاون بين أجهزة الشرطة والأمن في الدول العربية والتدريب، وكذا المسائل المتعلقة بتسليم المجرمين وتبادل الخبرات العلمية والفنية، وتشجيع الزيارات بين المسئولين في مجالات التعاون في المجالات الأمنية. وقام الوفد السعودي المشارك في المؤتمر بطرح فكرة انشاء مركز عربي لدراسات الدفاع الاجتماعي يتولى اجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بالأمن الشامل، ويتولى كذلك تنظيم الدورات التدريبية والحلقات العلمية والندوات حول العدالة الجنائية ومكافحة الجريمة، وبالفعل شهد ذلك المؤتمر أول تأصيل لانشاء جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. هذه الجامعة الفتية التي ولدت من حضن السعودية ومن فكرة سعودية، وترعرعت على أراضي المملكة العربية السعودية واحتضنتها عاصمة المملكة الزاهرة الرياض. كان لابد من ايراد تلكم المقدمة للتدليل على الدور الرئيس الذي قامت وتقوم به هذه البلاد على الصعيد العربي، ولقد قامت هذه الجامعة في عهد الفيصل - رحمه الله - ذلك الملك الذي شهد له القاصي والداني بالهمة العلياء والآثار الزهراء والذي أصاب كيد الصواب في أموره كلها، وما هذه الجامعة إلا جزء يسير من انجازاته، حيث شهد عهده بزوغ نجم المملكة كقوة مؤثرة على الصعيد الإسلامي والدولي، وأصبحت الرياض واحدة من مراكز صنع القرار العربي والإسلامي، وكانت ولادة منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي. ان جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بما تحظى به اليوم من سمعة عالمية تؤكد حسن التوجه السعودي وتؤكد أيضاً بعد نظر المسئولين السعوديين، فكان الملك فهد بن عبدالعزيز وهو وزير الداخلية والأمير نايف بن عبدالعزيز وهو نائباً للوزير آنذاك يدركان ان الأمن كل لا يتجزأ، وان الاختلافات السياسية لا تعيق بأي حال من الأحوال التوحد الأمني العربي، وبحق وحقيقة تعد الجامعة الآن ملتقى رجال الأمن والعدل العرب من رأس الخيمة وحتى تطوان ومن حلب حتى عدن. وما فتئت القطاعات الأخرى في الدول العربية مثل القطاعات العسكرية، وقطاعات العمل والإعلام والشئون الاجتماعية والتربية والتعليم تشارك في برامج الجامعة. وبعيداً عن الأهداف التي حققتها الجامعة والتي تدخل في صميم رسالتها فإن الجامعة قد حققت أهدافاً سامية تكاد تضاهي الأهداف الأساسية، فقد يسرت للمشاركين في برامجها العلمية تبادل الخبرات وتلاقح الأفكار بعيداً عن الرسميات، وغدت هناك حميمية في اللقاءات قد تذلل أية مشكلات، وقد أسهمت هذه اللقاءات في حل العديد من المشكلات، ومن جهة أخرى فإن من تطأ أقدامه هذه البلاد تراه تلقائياً يلتئم في صفوف المصلين وهناك من يذهب لأداء مناسك العمرة وبذلك تكون الجامعة قد يسرت له السبل علمياً وروحانياً على حد سواء. لعله من نافلة القول بأن وجود الجامعة على أرض المملكة العربية السعودية قد أكسبها المنعة والتمكين، والحديث هنا ليس عن الدعم المادي فقط، بل عن الدعم المعنوي والذي تلقاه الجامعة من كل اتجاه، ابتداء من التوجيهات المستمرة والعمل الدؤوب لسمو رئيس مجلس الادارة، وكذلك دعم سمو نائب وزير الداخلية، وسمو مساعده للشئون الأمنية، والدعم المتميز الذي تحظى به الجامعة من سمو أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه، ودعم القطاعات السعودية كافة وكذلك الدعم المادي والمعنوي الذي تجده الجامعة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده. @ مدير ادارة التعاون الدولي بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية