الملك الإنسان

Abstract

ياراالملك الإنسانكان يعمل وهو على فراش المرض. في الوقت الذي كان شعب المملكة العربية السعودية في انتظار ما تسفر عنه العملية الجراحية التي اجريت لخادم الحرمين كان المؤتمر العالمي للحوار بين الاديان يجرى حسب موعده وحسب ما خطط له الملك عبدالله وأراد له أن يكون. خروج الملك عبدالله وإطلالته الكريمة بصحة وعافية كانا محط فرح كبير بين المواطنين. كل مواطن كان ينتظر بألم ورجاء ودعاء من الله أن يمن على هذا الرجل الذي اختاره التاريخ ان يكون في طليعته بالصحة والعافية وأن يعيده لهم كما عرفوه واحبوه. لم يكن حاكماً عادياً أو سياسياً تقليدياً. جاء إلى سدة القيادة بروح الأب والقائد الإنسان. كان برنامجه في الحكم بسيطاً لا يقوم على تعقيدات الأرقام أو نصائح البروقرواطيين. كان يعرف أن امامه تركة كبيرة في الداخل وتعقيدات سياسية على مستوى المنطقة وصراعات لا تريد ان تنتهي مع قوى الشر والإرهاب. فأخذ يقاتل على كل الجبهات بنفس البرنامج الأخلاقي الكريم وبروح الفارس الذي يعرف واجباته ويعرف قدرات خصومه وحجم المشاكل التي تنتظره. فاعتمد في معركته الكبرى على قادعة واحدة هي الصدق والمثابرة عليه حتى النصر. حقق الملك عبدالله انجازات في كافة الميادين في وقت قياسي لا يمكن تخيله لولا أننا عشناه ولمسناه ونعمنا بنتائجه لظننا أنها من مبالغات مؤرخ السلطان. عندما اطل الملك عبدالله بعد أن من الله عليه بالعافية شعر المواطن أن مشروع الوطن الكبير والحضاري عاد إلى العمل وعادت معه روح الأبوة وروح الانجاز. يربط الملك بين كل أمور الدولة برابط استرتيجي واحد. لايمكن ان تتحقق تنمية بدون تعليم واستغلال كل مؤسسات التعليم العالمية ولا ان تتحقق تنمية دون قضاء عادل وحديث بمؤسساته العدلية ولا يمكننا أن تتحق التنمية الداخلية دون سلام قائم على العدل والتفهم ودعم الشعوب الشقيقة سواء في سوريا التي تعاني من الطغيان أو فلسطين التي تعاني من الاحتلال والظلم والعنصرية. المملكة في رؤية الملك ليس بلدا عاديا وليست بلادا كبرى في الوقت نفسه. بلاد قدر الله عليها أن تكون مركزا إسلاميا لكل الشعوب الإسلامية بكل طوائفهم وتنوعاتهم وقدر الله ايضا ان تحتضن ارضها أكبر خزان وقود في تاريخ البشرية. على المملكة واجبات كبيرة ومتنوعة ليست ككل الواجبات التي تتحملها كثير من شعوب الأرض. السياسة التي يجب ان تنتهجها المملكة يجب أن تقوم على الانفتاح لا الانغلاق....