تقنية النانو وتحقيق الأمن الغذائي والمائي في زمن الغلاء

Abstract

كان التفاعل الشعبي السعودي مع زيادة مرتبات موظفي الدولة المضطردة بمقدار 5% على مدى ثلاث سنوات مع تخفيض في العديد من الرسوم الحكومية متبايناً جداً فثمة فئة من الموظفين الذين ظلوا يرقبون دون حول منهم و لا قوة غول الغلاء يلتهم مرتباتهم و مدخراتهم و يقلل من قدراتهم الشرائية لا سيما للمواد الغذائية الأساسية أعربوا عن أن آمالهم التي كانت تطمح لزيادة آنية أكبر من الخمسة بالمائة بكثير ، كانوا يريدونها زيادة تكافئ موجة الغلاء العالمية التي رفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية إلى مستوى الـ 50% في كل أرجاء المعمورة ، بينما قرأت فئة أخرى و هي الأحسن حالاً اقتصادياً الخطوة على أنها تجمع بين التحسين ولو النسبي في الدخل للفرد و في نفس الوقت آلية تضمن قدراً من الضبط للحد من ظاهرة جشع بعض التجار، هذا التباين في القراءات و وجهات النظر يقود لضرورة التعمق في التحليل و البحث في جذور مشكلة الغلاء العالمية التي يؤكد بعض المتخصصين بسبب معطياتها التي ستمر معنا لاحقاً أن زمن الغذاء الرخيص قد ولى و للأبد أكثر مما يوجب تداول الطروحات عن نسب الزيادة ، و إن كنت شخصياً ممن يرون وجوب زيادة النسبة بما يكافأ الغلاء مع ممارسة الضبط على جشع بعض التجار ، و يحتم تصور الشح الغذائي و المائي العالمي الوشيك التخطيط لمجابهة سنين عصيبة قادمة بكل ما يتوفر للإنسان من إمكانيات و تقنيات حديثة لتحقيق و لو الحد الأدنى من الأمن الغذائي و المائي ، تماماً كما كانت مهمة سيدنا يوسف عليه السلام التخطيط للسبع العجاف.? يشكل شبه انهيار نظام النقد العالمي -و ربما إنهياره الوشيك- أحد روافد هذا الغلاء الطاغي، و لعلني لا أبالغ إن قلت بل انهيار الاقتصاد العالمي الوشيك و الذي شهد العالم مؤخراً بعض إرهاصاته منها: هزات أسواق الأسهم العالمية المتتابعة التي أدت لخسائر بحجم البلايين و الترليونات و التي يمكن تشبيهها بالهزات الأرضية الصغرى بين يدي زلزال عظيم ، و منها زيادة أسعار النفط بسبب أشر و بطر الحروب الكونية للولايات المتحدة و أحلافها ضد البشرية لا سيما المسلمين و كذلك بسبب نهم الاقتصادات الصاعدة للنفط كمثل الاقتصاد الصيني الذي تسبب منفرداًَ في زيادة الطلب العالمي على البترول بمعدل 40% منذ عام 2001م و ما الاقتصاد الهندي عنه ببعيد. و من بين تلك الإرهاصات و المؤشرات على اهتزاز نظام الاقتصاد العالمي الربوي التخبط العالمي الأخير....