العمل التطوعي ونخوة شبابنا
Date
2008-10-08xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14291008Author
Abstract
الأربعاء, 8 أكتوبر 2008د. محمود إبراهيم الدوعانلقد سررت كثيرًا وأنا أقرأ في جريدة المدينة المنورة عدد يوم الثلاثاء 23/9/1429هـ عن مساهمات أطباء المستقبل الدارسين في جامعة طيبة، ومشاركاتهم التطوعية في خدمة ضيوف المصطفى وزوار مسجده الشريف -صلى الله عليه وسلم- وما يقدمونه من أعمال جليلة، وخدمات مشكورة تجاه هؤلاء الزوار. وعظمة أعمال هؤلاء المتطوعين تكمن في إن جُلّ أعمالهم وأوقاتهم مسخرة لخدمة الناس وبدون أجور مادية أو طموحات دنيوية، إنما يحدوهم الأمل في الحصول على الأجر والمثوبة من الله عزّ وجلّ في شهر رمضان المبارك، ورغم المعاناة والجهد والتعب المبذول من قبل هؤلاء المتطوعين إلا إنهم يجدون متعة بالغة، وراحة نفسية عظيمة لأن أعمالهم خالصة لوجه الله الكريم، ومردودها المعنوي أكثر بمراحل من مردودها المادي. وقد أنخرط في هذا العمل الخّير الكثير من الشباب والشابات السعوديين المفعمين بحب العمل الخيري التطوعي، والتقرب إلى الله بفضائل الأعمال بهمة ونشاط وبدون كلل أو ملل أو تذّمر. إن خدمة الإنسانية شرف، وخدمة الوطن في أي موقع شرف وفخر، وخدمة ضيوف الرحمن والعناية بهم من أعظم الأعمال المقربة إلى الله عز وجل، خاصة إذا كانت هذه الأعمال والخدمات خالصة لوجهه الكريم، دون الالتفات إلى أي أجور مادية أو معنوية يتهافت عليها الناس في هذا الزمن الرديء. إن قضية تفعيل العمل التطوعي وتنظيمه في بلادنا باتت أمرًا ملحًا خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب مساعدة الآخرين من محتاجي الخدمة الاجتماعية والعمل التطوعي من قبل شبابنا المدرّب والمهيأ لإنجاز بعض الأعمال التي نحتاج فيها تضحياتهم العظيمة وقت الحاجة مثل: المساهمة في خدمة حجاج بيت الله الحرام في أشهر الحج، والمساعدة في خدمة الحشود الكبيرة من الحجاج والمعتمرين والزوار لبيت الله الحرام، ومسجد نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- خاصة في أوقات الذروة من كل عام. إن العمل التطوعي بمفهومه الشامل يجب أن يشارك فيه جميع أطياف المجتمع الكبير والصغير، الوزير والموظف بقطاعيه العام والخاص، وكذلك المقيم على أرض هذا الوطن المعطاء، وكل من يرغب في مدّ يد العون والمساعدة من أجل تقديم خدمة أفضل لمن يحتاجها في ظل النهضة التنموية الشاملة التي تعيشها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وحكومته الرشيدة. إن معظم السعوديين شيبًا وشبّانا مجبولون على حب فعل الخير وتقديم المساعدة والعون للآخرين (أصحاب فزعة ونخوة) وبدون مقابل. كيف لا! وقد أكرمهم الله بأفضل البقاع مكة المكرمة- زادها الله رفعة وتشريفا - والمدينة المنورة على ساكنها -أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث سخرهم الله لخدمة ضيوفه. إن العمل التطوعي الخيري موجود في بلادنا. وكثير من الجهات والأفراد الموفقون للخير يقومون به ويؤدونه على أكمل وجه، كإفطار الصائمين، ومساعدة العاجزين، وتقديم الرعاية والعناية للمحتاجين إليها. ولكن هذا العمل يحتاج إلى التنظيم والتقنين لأننا نحتاج إلى العمل التطوعي في كثير من أمورنا الحياتية والتنموية، التي تهم المواطن والمقيم والزائر لهذه البلاد على حدٍ سواء. فعّلوا ثقافة العمل التطوعي، واتركوا حرية اختيار أوقات ونوعية العمل للمتطوع نفسه حسب أوقات فراغه وإمكاناته، وأشعروه بالاحترام والتقدير نظير ما يقدم من عمل ولو كان قليلاً، واشكروه وكافئوه ماديًا إذا استحق ذلك، خاصة إننا نحتاج للعمل التطوعي بعيدًا عن تعقيدات وزارة المالية أو بيروقراطية الخدمة المدنية، وحتى لا يتحول العمل التطوعي إلى نظام السُخرة. كما يجب أن نحدد أولوياتنا في العمل التطوعي، بحيث تكون الرؤية واضحة، والأهداف محددة، والشريحة المستهدفة معروفة مسبقًا، لمن يقدم ومتى وكيف؟ ومن الذي سوف يقوم بالعمل بحيث يكون مؤهلا تأهيلا جيدًا. وأن يكون هناك تنسيق تام بين الجهات ذات العلاقة بالعمل التطوعي حتى يخرج العمل منظماً ومقنناً.
Publisher
صحيفة المدينةVideo Number
662246Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
16604Topics
السعودية. وزارة الخدمة المدنيةالسعودية. وزارة المالية
الشباب
المدينة المنورة - الادارة العامة
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
Organization
جامعة طيبة - السعوديةجريدة المدينة المنورة - السعودية
وزارة الخدمة المدنية - السعودية
وزارة المالية - السعودية