الحوار ومستقبل لبنان
Date
2012-06-11xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14330721Abstract
الحوار ومستقبل لبنان لبنان من أكثر الدول معرفة بما يمكن أن يفضي إليه أي صراع طائفي أو حزبي من تفتيت لوحدة الوطن الواحد وتمزيق لشمله وتدمير لمؤسساته وتشريد لأهله ذلك أن لبنان هي الدولة التي عانت من الحرب الأهلية كما لم تعان دولة أخرى وقد استمرت الحرب سنوات طويلة لم ينتصر فيها أحد وانتهت بهزيمة كل الأطراف التي شاركت فيها ولم تخرج لبنان من مأزقها إلا حين أصغت إلى صوت العقل واستمعت إلى نصيحة المملكة وتمكنت عبر مؤتمر الطائف أن تلم شتاتها وتخرج من النفق المظلم الذي انتهت إليه.وتعلمت لبنان من تلك التجربة القاسية أن الحوار بين الفرقاء المختلفين هو السبيل الأمثل للوصول إلى تفاهم مشترك وحل يرضي كافة الأطراف ويحفظ للبنان وحدته وتماسكه ويحميه من أن ينجرف نحو هاوية الحرب الأهلية مرة ثانية.وإذا كانت لبنان قد أوشكت خلال الفترة الماضية على شيء من نذر الصراع متأثرة بما يحدث قريبا منها في سوريا مرة ومتأثرة بالخلاف بين الأحزاب وواقعة تحت مخاوف انتشار السلاح وقد كانت أحداث طرابلس منذرة بتفاقم الوضع والامتداد إلى مواقع أخرى في لبنان.ومن منطلق إرادة الخير للشعب اللبناني جاءت رسالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس اللبناني ناصحة إياه بتجنيب لبنان ما هو منجرف نحوه مشيرة إلى ضرورة الحوار للم الشمل وإصلاح الأمر بين مختلف الفرقاء والنأي بلبنان عن أن يزج بنفسه أو تزج واحدة من طوائفه به في أتون الصراع في سوريا. واليوم ينعقد في لبنان الحوار بين كافة الأطراف في لبنان وهدفه الذي ينبغي أن يسعى إلى تحقيقه ينبغي أن يتمثل في تأكيد سيادة لبنان ووحدته واستقلال قراره بعيدا عن أي انحيازات حزبية أو طائفية.