الشرقية في أيام سعودها.. ووفاء وعودها

Abstract

تعيش المنطقة الشرقية هذه الأيام فرحة كبرى، وسعادة عظمى، وابتهاجا وسرورا بالزيارة الميمونة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي أسر قلوب محبيه من أبناء شعبه ومن سواهم من العرب والمسلمين، بل وغيرهم من شعوب الأرض فأطلقوا عليه لقب ملك الانسانية يرافقه سيدي ولي عهده الأمين وساعده الوفي المكين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، سلطان العطاء والوفاء واخوانهما وضيوفهما .. زيارة تاريخية بما ستحمله باذن الله تعالى من أحداث اقتصادية ذات أهمية بالغة للعالم بأسره. إن هذه الزيارة الملكية الكريمة تأتي امتدادا للزيارة الملكية الاولى قبل سنتين في 14 جمادى الاولى عام 1427هجرية، حينها اطلق ملك الانسانية على المنطقة الشرقية ارض الخير في حفل شعبي كبير ضاهى احتفالات مناطق المملكة وفاقها . ولقد غمرت الفرحة والبهجة قلوب أهل المنطقة بتلك الزيارة الاولى التي حملت معها مشاريع عملاقة في مدينة الجبيل وغيرها من مدن المنطقة وتجاوز حجم الاستثمارات فيها الستين مليار ريال. إن اهالي ارض الخير في بلاد الخير والمجد يتقدمهم أميرهم المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود وسمو نائبه وساعده الأيمن وعضيده الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد ينتظرون بكبير الشوق وعظيم الأمل هذه الزيارة التاريخية لملك الانسانية واخوانه وصحبه وضيوفه. إن المنطقة الشرقية اليوم بشواطئها الجميلة ومدنها الحضارية تشهد تنمية وازدهارا وتنظيما وجمالا ورقيا حضاريا في مختلف مجالات الحياة، ان بصمات أميرها الوفي لها جعلت مدنها من أفضل مدن المملكة، بل ان مدينة الخبر تعد اليوم من أفضل مدن العالم العربي، بل تضاهي مدن العالم الاخرى، وان شواطئها تأتي في مقدمة شواطئ المملكة بل شواطئ الدول العربية الاخرى. أعود فأقول : عندما نعود بالذاكرة ونقلب صفحات تاريخ بلادنا المشرق نرى في صفحات التاريخ المضيئة شعاعا من ذهب ليوم مجيد. 29مايو 1933م اي قبل خمسة وسبعين عاما يوم قدم أحد أئمة الدنيا العظام جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ـ رحمه الله ـ مؤسس المملكة وباني نهضتها الحديثة، ووقع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد اويل اوف كاليفورنيا (سوكال)، تلتها في ربيع 1939م زيارته التاريخية الى الظهران ليشهد الاحتفالات التي تضمنت زيارة آبار النفط . وقد تزامن توقيت زيارة جلالته مع اكتمال خط الانابيب الذي امتد من حقل الدمام الى ميناء رأس تنورة بطول 69 كيلو مترا، حيث رست اول ناقلة للنفط والتي أدار جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - الصمام بيده لتعبئتها بأول شحنة من النفط السعودي الخام الذي تصدره المملكة. وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ لتعيد للذكريات زيارة والده جلالة الملك عبد العزيز ملك الاسلام والمسلمين، احياء لذكرى مسيرته، وتيمنا بالاقتداء به، وتذكير الاجيال بالتضحيات العظيمة الخالدة للملك عبدالعزيز - رحمه الله - ، اذ ان ما نعيشه اليوم من رغد العيش وسعة الرزق والرفاهية والمدنية والمكانة العالمية بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. ولقد سطر ابناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله واسكنهم الدرجات العلى من الجنة - في صفحات تاريخ بلادنا بأحرف من ذهب همما عالية، ومنجزات عظيمة، وتضحيات لا يمكن ان ينساها الاوفياء لدينهم وبلادهم وملوكهم. وما أجمل قول الاول يمتدح ملوك هذه الأسر الكريمة اذ يقول: هم اللالئ تشرق الدنيا ببهجتهم وينزل النصر عند البأس والظفر كم عمروا مدنا كم ساعدوا دولا كم ارشدوا امما لولا هم كفروا وما أجمل ان يوصف ملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين بقول الاول : تقدمكم الى العلياء ملك علا عزا وأكبره الأنام وأنت سليله واليك تعزى صفات المجد ليس بها انثلام وقول الآخر : امليكنا اعمالكم مشهودة لازلتم للشعب خير مؤمل اسقيتم ارض العلوم فأنبتت من كل صنف مستطاب المأكل ان شعبا هؤلاء ملوكه لحري به ان يفخر بهم ويتمسك بهم ويعاضدهم، ألا وان اعظم ثروة يجب ان يحافظ عليها شعب المملكة وبها يفاخرون ولربهم يحمدون ليست هي ثروة النفط - وان كانت ثروة النفط عزيزة على قلوبنا - لكن الاعز منها ما من الله به علينا واصطفانا له من بين اهل الارض بيته العتيق وحرمه ومهاجر نبيه ومسجده أعظم مقدسات الاسلام، وكذا العقيدة الحقة وتحكيم الشريعة، واللحمة الواحدة بين قبائل هذه البلاد واسرها بادية وحاضرة، حفظ الله بلادنا وولاة امرنا وأدام علينا امننا وايماننا واسلامنا وسلامتنا وهنيئا لنا بمليكنا وولي عهده. * المستشار بامارة المن