الإنسان ثروة وطن

Abstract

الإنسان ثروة وطن في الوقت الذي يترنح فيه اقتصاد العالم، وتعاني فيه العديد من الدول في خضم تداعيات ما أصبح يعرف منذ عامين بربيع الثورات العربية، تشهد بلادنا ثورة من نوع آخر: ثورة تنموية تنطلق في بيئة تتوفر فيها عوامل الأمن والاستقرار، وهو ما تمثل في تخطي بلادنا العزيزة بعون الله وفضله حاجز التريليون في ميزانيتها الجديدة التي اعتمدت 820 مليار ريال للتنمية والاستثمار في الإنسان الذي يعتبر محرك تلك التنمية وأداتها وهدفها، الأمر الذي يعني أننا بخير ولله الحمد وأننا نسير في الطريق الصحيح الذي تتحقق فيه آمال قيادتنا وطموحات شعبنا. قراءة سريعة في أرقام الميزانية الجديدة تجعلنا نوقن أن قيادتنا الرشيدة تبذل قصارى جهدها على بناء الإنسان السعودي القادر على مواجهة تحديات المرحلة وصنع المستقبل بمواصفات العصر ومتطلباته من خلال التركيز بشكل خاص على قطاعي التعليم والصحة، وهو ما تمثل أولاً في تخصيص 122.1 مليار منها 9 مليارات لمشروع تطوير التعليم ونحو 6 مليارات لبرنامج الابتعاث الذي تعول عليه حكومة خادم الحرمين كثيرًا في رؤيتها الطموحة للانتقال بالمملكة من مجموعة الدول النامية إلى مصاف الدول المتقدمة، وما تمثل ثانيًا في المخصصات الضخمة التي تضمنتها تلك الميزانية لإنشاء المراكز الصحية والمستشفيات والمدن الطبية الجديدة، إلى جانب الاهتمام بمشروعات البنية التحتية من خلال المشروعات الجديدة واستكمال المشروعات القائمة التي حرصت الميزانية على أن أن يتحقق فيها عنصر التوازن بين سائر مناطق المملكة من جهة، وبين احتياجات الجيل الحالي والأجيال المقبلة من الجهة الأخرى. مخاطبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- للوزراء والمسؤولين بلغة صريحة وحاسمة بأنه لا عذر لهم بعد اليوم في أي تقصير أو تهاون أو إهمال، وتحميلهم المسؤولية أمام الله ثم أمامه في أي تقصير يؤكد على أن هاجسه الأكبر تحقيق الخير والازدهار للوطن، والرفاهية والسعادة للمواطن، وهو ما يتطلب تفعيل الرقابة والمتابعة الذاتية النابعة من الشعور بالمسؤولية، والعمل بتفان وإخلاص من قبل الجميع لتحقيق هذا المطلب الذي يعتبر أمانة في أعناقنا جميعًا للنهوض بهذا الوطن العتيد والارتقاء به إلى أعلى درجات العلو والمجد. (function(d, s, id) { )