حج هذا العام

Abstract

الجميل في الدين الاسلامي هو سماحته. فهو دين يسر وليس عسر. و الحج هو الركن الخامس وتم فرضه لمن استطاع إليه سبيلا, سواء من الناحية المادية أو الناحية الجسدية. و قد مرت على الأمة الاسلامية أزمان و ظروف كان فيها الحج عبادة ليس الكل قادرا على إدائها لظروف مختلفة كانت تمر على الأمة الإسلامية. و منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه أصبحت راحة الحجيج و مشاريع خدمة الحجاج أولوية في أي خطة تنموية. و قد سار على نهجه أبناؤه من الملوك. و قد رأينا توسعات ومشاريع ضخمة لتوسعة الحرمين الشريفين في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعا. و آخر هذه المشاريع الجبارة ما يحدث من توسعة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ومنها توسعة المطاف والذي كانت سعة استيعابه حوالي (50000) في الساعة. و عند انتهاء المشروع ستكون السعة الاستيعابية أكثر من (100000) طائف في الساعة. إلا أنه وفي هذا الوقت فإن السعة أثناء تنفيذ المشروع هي حوالي (20000) طائف. و ما يحدث هو موقف استثنائي بسبب ورشة العمل الكبرى في هذه البقاع الطاهرة. من المعلوم أن ما يحدث من توسعة في هذه الأماكن هي فترة مؤقتة تحتم اتخاذ تدابير لجعل حج هذا العام حجا آمنا مثل كل عام. و هنا يتحتم على جميع المسلمين والدول الإسلامية تفهم ضرورة تقليل عدد الحجاج مراعاة للازدحام ومن المعلوم أن ما يحدث من توسعة في هذه الأماكن هي فترة مؤقتة تحتم اتخاذ تدابير لجعل حج هذا العام حجا آمنا مثل كل عام. و هنا يتحتم على جميع المسلمين والدول الإسلامية تفهم ضرورة تقليل عدد الحجاج مراعاة للازدحام و ذلك حفاظا على سلامتهم وحفاظا على أرواحهم وعدم إلقائها إلى التهلكة. و هذا الشيء يحتاج إلى تعاون جميع المسلمين وخاصة من قام بالحج في السنوات الماضية أو كل من لديه القدرة على تأجيل حجه بأن يكون متفهما لما يجري في الحرم من مشاريع تعتبر الأكبر على مر التاريخ. و الكل يشهد على مدى الاستعدادات الطبية و الخدمية التي تقوم بها المملكة. أما الازدحام الزائد فوق طاقة أي مساحة فهذا له تبعات خطيرة سواء من الناحية الصحية مثل انتشار الأمراض المعدية أو الضرر الجسدي بسبب التدافع في الأماكن المحصورة أو أن تواجد أعداد كبيرة يتسبب في بطء بتنفيذ أي مشروع. و لهذا لا بد من تعاون المسلمين في هذه الفترة.