التلفزيون السعودي شمعة تحترق «بالمجان» لتضيء قنوات العالم في الحج رؤية جديدة وأفق مختلف وخروج على التقليدية القزاز لـ «عكاظ»: لم نعد نستأذن واتصالاتنا بلا رقيب

Abstract

التلفزيون المكبل بقيود البيروقراطية والمحاصر بالنظرة النمطية المبنية على قناعات الماضي بدأ يسحب البساط من القنوات الربحية ببرامجه المجانية وجهود جنوده المجهولين الذين يعملون في صمت لإعادة توجيه عقارب الساعة من جديد في الاتجاه الصحيح للمنافسة الفضائية المشتعلة حيث يقاتل أكثر من 400 فرد يعملون في القنوات السعودية الأربع ليقدموا على مذبح التضحية خلاصة جهودهم الجبارة لكل قنوات العالم.ما سمعته يوم أمس الأول من عراب التلفزيون السعودي ومستشار وزير الثقافة والإعلام لشؤون الإذاعة والتلفزيون محمد القزاز على هامش لقائه التنسيقي مع مديري القنوات الأربع لوضع التفاصيل النهائية لخطة حج هذا العام صدمني وأسعدني في نفس الوقت.. استقلالية ليس عليها قيود وشفافية لا تتطلب ترتيبات مسبقة وأفكار وبرامج تبنى عليها قواعد اللعب والمنافسة مع الآخرين ولكن كل شيء بالمجان ودون أي مقابل مادي كجزء لا يتجزأ من كرم الوفادة وشرف خدمة الحرمين الشريفين.سألته: لماذا تأخر مشروع المؤسسة العامة في قطاع يدر ذهبا على القنوات الخاصة؟ فقال بصراحة متناهية: نحن نقدم للناس ما يحتاجونه لا ما يريدونه، وهذا يفرض علينا العمل في ظل ثوابت أخلاقية وإسلامية تحكم مجتمعنا المحافظ ولا تخرج عن هذا السياق بأي حال من الأحوال خصوصا في المواسم الدينية.. واستطرد موضحا: أصبحنا نخطط منذ سنتين تقريبا برؤية جديدة وأفق مختلف وفكر غير تقليدي.. مرحلة حراك تعيشها كل أجهزة الوزارة للتخلص من ثوب التقليدية والاجتهاد التي كانت تحكم هذا العمل لسنوات.عين الرقيبلم أصل إلى قناعة حقيقية فاستوقفته عند نقطة الرقيب المسيطرة دائما على التلفزيونات الحكومية والمكبلة لقدراتها، فأجابني بلغة الواثق:تجاوزنا هذه المرحلة وذهبنا إلى أبعد من ذلك.. يا أخ بدر نحن لم نعد نستأذن كما كنا نفعل من قبل وانطلقنا إلى فضاءات تأتي فيها المحاسبة والسؤال بعد البث.. بل إن ما لا يعلمه الكثيرون أننا لا نضع قيودا على اتصالات المشاهدين والمستمعين التلفزيونية والإذاعية كما تفعل القنوات الفضائية الأخرى بتقنية الثلاثين ثانية التي تحكم الرقابة على الاتصالات قبل ايصالها بالاستديو المباشر كما أننا لا نرتب مسبقا مع الضيوف على مداخلاتهم وهذه مساحة كبيرة أوجدناها كمتنفس لأننا نؤمن بأن الزمن يتغير وأن الانكفاء والرهبنة والتقليدية التي استمرت لعقود أصبحت تصطدم بحقائق الواقع، وكان لابد....