نظرية الحملات

Abstract

قيل في أمثالنا الشعبية ما أبطأ من جاء وأنا أقول مرحباً بخط المواطن الاحمر، عطفاً على قول بل وتكرار بعض المسؤولين التنفيذيين مقولة مصلحة المواطن خط احمر. ولم نعتد سماع ما يبهج المواطن إلا ممّن كان هاجسه المواطن في كل صغيرة وكبيرة، ذلك هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله متعه الله بالصحة والعافية. من المبهج ايضاً أن تكون مصلحة المواطن أداء محوريا وفعليا بل وملزما لكل من يقول بأنه يقدم الأفضل في سبيل تفعيل توجيه أمر به ولي الأمر في زمانٍ ما لمكانٍ ما. ومصلحة المواطن لا تقتصر على حملاتٍ موسميةٍ او استجابةٍ لشكوى متكررة، لقد لفت انتباهي في الصحف ووسائل الاعلام قيام العديد من الجهات الحكومية بإعلان تنفيذ حملات تصحيحية لمهامها الروتينية. ربما يكون المسمى أدق حين يُطلق على تلك الحملات بحملاتِ تصحيح اعمال تلك الجهة صاحبة الحملة، إن أردنا أن توضع الأمور في نصابها وأن تُسمى الأشياء بمسمياتها. وأخشى ما أخشاه وفي غمرة المباركة والتصفيق لأي تقدم في مصلحة المواطن أن تأخذنا النشوة ونستمرئ الدعاية فيكون شغلنا الشاغل تنفيذ الحملات لنجد أنفسنا مشبّعة بل متخمة بالحملات، وكنتيجة لاستمرائنا تلك الحملات ذات المضمون وربما الشكل المتطابق ربما سنستيقظ يوماً لنجد مدرسة وسلوكا جديدا في الادارة وهي (نظرية الحملات). وعلى ضوئها ربما يُطالب ببدلٍ يضاف على الراتب تحت مسمى بدل حملة يُصرف للمشاركين في الحملات ! وهم نفس الموظفين المعينين لغرض حماية مصالح المواطن والدفاع عن خطه الاحمر. ونبالغ اكثر بدعوة وزارة الخدمة المدنية بإحداث وظائف وإدارات مستقلة في الاجهزة الحكومية للحملات. أرجو ألاّ يؤخذ حديثي هذا من منطلق الاعتراض على ما تقوم به بعض الجهات الحكومية الخدمية من نشاط يلقى الثناء بل ويجد الترحيب والتأييد من المواطنين انفسهم. النظره الحقيقية وتقييم واقع الحال قد تتعذر مناقشته في هذا الخضم وقد يفسر وكأنه وضع عجلةٍ في دولاب كل ما هو محمود. وإذا كان مبدأ المصارحة والمكاشفة مطلوب دائما فنحن في هذه المرحلة اكثر حاجة له.. والله الموفق.