الوديعة السعودية والاقتصادية اللبناني
Date
2008-02-11xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14290204Author
Abstract
اهتمّت أوساط مصرفية ومالية، بتحويل المملكة العربية السعودية، وديعة مالية بقيمة بليون دولار إلى حسابِ مصرف لبنان، الأسبوع الماضي. ولحظت هذه الأوساط أن الوديعة أشاعت أجواء ارتياح في أسواق المال، وعبّرت عن مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وانشغاله بشأن الوطن الصغير. هذا الاهتمام متوارثٌ في المملكة التي ما حجبت فيئها عن حاجات لبنان واللبنانيين. وإذا توافر في لبنان واقعٌ سياسي تطمئن له المملكة وتوليه ثقةً وتقدّم المساعدة من خلاله، فلا يعني أن الوديعة هي لفريقٍ دون آخر، ولا تصطبغ بالألوان السياسية التي شوّهت البلد. منذ عودة لبنان إلى أحضان الهدوء، رعت دولٌ عربية أحواله وتطلّعت إلى أوضاعه باهتمام، نظراً للود القائم بين اللبنانيين وأبناء دول الخليج، بعيداً من الاصطباغ السياسي. وساهمت دول مجلس التعاون تتقدمها السعودية، بأموال وفيرة، هباتٍ وقروضاً وودائع لدى البنك المركزي اللبناني بهدف مساعدة الاقتصاد الوطني على تخطي حواجز الصعوبات، وتعزيز قدرات المواطنين في إعادة إعمار ما تهدم، وتقوية عزيمة الدولة لتنشئ مشاريع تواكب بها المتطلبات المتنامية الملحّة وتكون في مستوى الحداثة التقنية. وعندما تزعزعت الثقة في آلية إنفاق الأموال، حرصت دولٌ عربيةٌ مانحة على عدم تبديد مال الإعمار، وأخذتْ على عاتقها تنفيذ المشاريع في صيغةٍ عرفت بقوانين «الاستصناع» ـ يُحول القرض المالي إلى مشروع منجز تتسلمه الدولة وتسدد ثمنه ـ لذا عندما تريد الدول أن تقدّم مساعداتٍ مالية، فإنها تبحث عن ثقةٍ ضامنة لعدم تبديد هذه الأموال، أو قادرة على الوفاء بتعهداتها. وبدا الوضعُ جلياً عندما تجاوبت الدول المانحة مع حاجات لبنان المالية في مؤتمرات باريس الثلاثة، لثقتها بالحكومة اللبنانية من جهة وبالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك من جهة ثانية. وتأتي الوديعة السعودية الأخيرة، ترجمةً لحرص الملك عبدالله على المحافظة على استقرار الوضع المالي والنقدي الداخلي، بعد أن هزّته الأوضاع السياسية السائدة. فالبلد فقد نشاطه الاقتصادي منذ أكثر من عامين، واستهدفته حربٌ إسرائيلية مدمّرة لم ينهض من تحت ما خلّفته من ركامٍ بعد. وشوّه التباين حول مستقبل الحكم واقع النشاط الاقتصادي، فناءَ قطاع الإنتاج بأعباء تكلفةٍ عالية جداً، وارتفعت أسعار المحروقات، تتلازم في الارتفاع معها أسعار المنتجات الوسيطة والمواد الأولية، فضلاً....