مشكلات... ليست صغيرة
Abstract
مشكلات... ليست صغيرة كمال عبدالقادر * اطلعت على الرسالة التي أرسلها الدكتور راشد المبارك إلى خادم الحرمين الشريفين، ونشرت في هذه الصحيفة يوم السبت 13 أغسطس 2011، وكم كانت رسالة جميلة شرحت واقعاً مؤلماً لما يعانيه المواطن السعودي، في مجالات عديدة، كالتعليم والصحة والبنى التحتية وأهمها الحالة الاقتصادية، ونتائج البطالة التي تنمو يوماً بعد يوم، إلى آخر ما قاله الدكتور راشد.وإنني، كمواطن، يجب عليّ ألا أكتفي بالإعجاب بما كتبه الدكتور المبارك، وأسكت عن الوقوف معه، لأطرح ما يمكن أن أراه حلاً لحزمة المشكلات التي نعيشها، وهي مشكلات ليست صغيرة، يمكننا السكوت عنها، أو غض الطرف عنها، أو تمريرها، أو القناعة بأن الزمن كفيل بحلها، وفي الوقت ذاته لا أرى لها إلا حلولاً مؤقتة لا تخرج عن كونها مسكّنات، يئن الجرح بعد زوال مفعولها.إنني، أطرح حلاً، أراه جذرياً، من وجهة نظري الشخصية:سنحتاج إلى هدف استراتيجي واضح المعالم واقعي التطبيق، ولا يمكن أن نقبل بذلك الهدف القديم الذي تجاوز الـ40 عاماً، وهو «تعدد مصادر الدخل والاعتماد على المواطن السعودي في التنمية»، وهو هدف لم يتحقق منه الحد الأدنى مما كنا نصبو إليه، فما زال الدخل محصوراً في البترول وما زال المواطن المتعلم، بعيداً عن هذه التنمية التي بُنيت إلى الآن بقدرات غير سعودية، في كثير جداً من مناحيها، وما بقاء هذه الهدف من دون تحقيقه طوال الأعوام الـ40، لهو دلالة قوية على عدم الإيمان به أو لعدم كفاءة القائمين على تحقيقه، وبالتالي، فإننا، كمواطنين، لا نجد له أثراً على أرض الواقع.لذلك، فإنني أقترح، أن تقوم كل مؤسسات الدولة، تتقدمها الجامعات ومجلس الشورى والغرف التجارية، ومن يسمون بأهل الحل والعقد، بتقديم خطة استراتيجية طويلة المدى، تحت عنوان واحد، تحدد فيها تسمية الهدف بكل وضوح. وأعتقد أن أقرب ما يكون إلى واقعنا السعودي، هو أن نكون دولة بترولية، مثلاً، نظراً إلى توافر هذا العنصر لدينا وبقوة، ونضع الخطط التي تؤدي إلى ذاك الهدف، وتشارك كل مؤسسات التعليم لتكون مخرجاتها تصب في صالح تلك الخطط، ويُحدد لها زمناً دقيقاً مدروساً، لا أن نصنع الهدف ونضع الخطة ونترك الأمر من دون وقت لتحقيقه، لئلا يكون مصيره مصير الهدف الذي وُضع قبل أكثر من 40 عاماً، ويكون الهدف تحت عنوان «السعودية أكبـــــر دولة للصناعــــات البترولية عام 2040».وفي طيات الهدف الكبير، تتكون تلك الأهداف الطموحة التي تتماهى مع الهدف الإستراتيجي، مثل الاهتمام بجزء من مخرجات التعليم لتأسيس صناعة السياحة في المملكة، وهي في الإمكان، ولحسن الحظ، فإننا ننفرد بسياحة لا ينافسنا فيها أحد، وهي السياحة الدينية، وهناك الكثير من الصناعات التي يمكن أن تنشأ وتنمو وتزدهر على هذه الأرض الطيبة، وأبناؤنا فيهم الخير الكثير، يكفي، لو نظرنا إلى حجم الشباب الذي تقدم للحصول على براءة الاختراعات، فهم كثر جداً.في السياق ذاته يأتي الإصلاح في الأداء الحكومي الذي ترهل كثيراً، وهو ليس صعب المنال، إنما هو سهل لإرادة قوية وعزيمة صلبة، وهي متوفر لدى المواطن السعودي، ولله الحمد، وأهم تلك القطاعات الحكومية، هو القضاء والتعليم بشقيه العام والعالي، فأول صور ازدهار الأوطان وتقدمها هو وجود قضاء مستقل نزيه لا يأتيه التدخل أو المزاجية من بين يديه أو من خلفه.وكل هذا، يأتي تحت مشاركة أطياف المجتمع كافة، من مدنيين وعسكريين وأكاديميين ورجال الأعمال ورجال الدولة وشبابها نساء ورجالاً، ولا يُقصى أحد من هذا المشروع القومي الكبير، لكي يشعر المواطن أنه شريك في هذا الوطن، وليس ضيفاً فيه.قد لا أكون متخصصاً في شرح أوفى وتفصيل غير مخلّ، ولكني أجزم لكم بأنني مواطن مخلص أرجو لوطني الدوام في مقدمة الدولة، وأن ما نسعى إليه هو أن يعيش أبناؤنا وأحفـــادنا في رغد من العيش في ظل وطن شامخ قوي.* إعلامي سعودي.
Link
مشكلات... ليست صغيرةPublisher
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةVideo Number
674877Video subtype
تقريرxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
17669The name of the photographer
كمال عبد القادرDate Of Publication
20110820Spatial
السعوديةالرياض - السعودية