المليك العطوف

Abstract

قامت الحياة السياسية على أربعة أركان من القيم السياسية التي ألهمها الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم هي : الركن الأول: الشورى الركن الثاني: العدل الركن الثالث : المساواة الركن الرابع: الحرية وهي السياسة التي أطلق عليها بعض الفقهاء اسم السياسة الشرعية التي بدأت في عصر النبوة ثم جرى عليها الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم.. وإذا عدنا إلى تاريخنا المجيد نجد فيه صوراً جميلة للحياة السياسية عند أسلافنا الصالحين قامت على القيم السياسية الاسلامية تستوقفني كثيرا كلما قرأت بعض الكتب التراثية السياسية .. ونحن أبناء هذا الوطن حبانا الله بملك رحيم يعمل دوماً على سعادة المواطنين، فمن أجل التخفيف من وطأة الغلاء عليهم، أمر حفظه الله مرتين بزيادة رواتب الموظفين بحيث بلغت الزيادة 20 . من رواتبهم .. وبهذه المناسبة أروي هذا الموقف السياسي لأحد الخلفاء الراشدين ثم أدخل في الموضوع .. وصل إلى المدينة مجموعة من التجار ، فنزلوا بضاعتهم في تلك الليلة في أرض فضاء ، ودخلوا المسجد لأداء الصلاة، ولاحظ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما كان يعسي المدينة شخصيا في الليالي للمحافظة على أمن المدينة، فقال لعبد الرحمن بن عوف: هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة؟ فبات الخليفة عمر بن الخطاب ومعه عبد الرحمن بن عوف يحومان حول البضاعة، فسمع عمر بن الخطاب بكاء صبي، فتوجه نحو أمه ، وقال لها: اتق الله، واحسني إلى صبيك.. ثم عاد الخليفة الذي كان يحرس المدينة ليلاً إلى مكانه، فسمع الصبي يبكي كما كان في السابق، فاقترب من أمه ، وكرّر على أسماعها مقالته السابقة، ثم عاد إلى مكانه ، فلما كان آخر الليل سمع الخليفة بكاء الطفل أيضا، فأتى أم الطفل الباكي ، وقال لها : ويحكِ، إني لأراكِ أُمّ سوء، مالي أرى ابنكِ لايكف عن البكاء؟ قالت الأم: ياعبد الله قد أبرمتني، إني أريغه على الفطام أي أثرت آلامي، لأني أحاول أن أفطمه، وهو يأبى الفطام.. قال عمر : ولِمَ؟ فأجابته الأم :لأن عمر لايفرض إلا للفطيم.. قال عمر:وكم له؟ قالت الأم: كذا وكذا شهراً.. قال عمر : ويحكِ لاتعجليه.. وبعد أن أدى عمر بن الخطاب صلاة الصبح قال : يابؤساً لعمر، كم قتل من أولاد المسلمين. ثم أمر هذا الخليفة العادل مناديا، فنادى أن لاتعجلوا صبيانكم على الفطام، فإنا نفرض لكل مولود في الاسلام. لقد تذكرت هذا الموقف السياسي للخليفة العادل عمر بن الخطاب بمناسبة الزيادة في الرواتب التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعدما لاحظت أن المستفيدين من الأمر الملكي هم الموظفون المدنيون والعسكريون الذين لا يتجاوز عددهم مليوني مواطن، بينما لم تشمل الزيادة دخل بقية المواطنين، وأتصور أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان يهدف الى التخفيف من حدة الغلاءالفاحش عن كل المواطنين دون استثناء، إلا أن الآلية التي استخدمت لتنفيذ رغبة مليكنا حفظه الله لم تلفح في تحقيقها، وأذكر بأن هناك نسبة كبيرة من المواطنين من الذين لايعملون في الدوائر الحكومية المدنية أو العسكرية ، ولم يعملوا في المؤسسات والشركات الخاصة يتضورون من نار الغلاء ، ويتمنون أن يستفيدوا من الأمر الملكي الكريم، وليس شرطاً أن تدخل الفائدة الى جيوبهم على شكل ريالات، وإنما يتوقون الى حياة كريمة لاتعكرها الحاجة التي نشأت عند نسبة من المواطنين بسبب الزيادة في الاسعار بعد أن ازداد سعر البترول. www.babayaqoob.com