الملك الإنسان .. والإنسان المواطن

Abstract

الملك الإنسان .. والإنسان المواطن د. رشيد بن حويل البيضاني أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرا ملكيا بإحالة المتهمين في قضية فاجعة سيول جدة إلى هيئتي الرقابة والتحقيق والادعاء العام، لاستكمال التحقيق في هذه الكارثة ومحاسبة من تسببوا بإهمالهم في مضاعفة حجم المصيبة، كما أمر خادم الحرمين بإلغاء البحيرة (بحيرة المسك)، لما كان لها من تداعيات ألحقت الضرر بالمواطنين.بداية، نحن نعلم أن السيول في حد ذاتها هي قدر من الله تعالى، تماما كما نسمع عن زلازل إندونيسيا، وبراكين أيسلندا وغيرها، وهذه ليست مسؤولية البشر بالطبع، لكن إهمال المسؤولين في الجهات الحكومية المختصة وتقاعسهم عن أداء دورهم في مواجهة الأزمات، بل ومعالجة توابعها، هو من مسؤولية الأفراد والهيئات.لقد جاء الأمر الملكي إلحاقا لما صدر من قبل بتشكيل لجنة للتحقيق، فور وقوع الكارثة، مع المتسببين فيما وصلت إليه الأوضاع، وهو يعكس اهتمام خادم الحرمين منذ البداية بأمور المواطنين وأحوالهم، وكلنا أدرك الحكمة التي عملت بها هذه اللجنة، حيث الهدوء والسرية الكاملة، ونحن على يقين من نزاهتها وحياديتها وموضوعيتها، وقد رفعت توصياتها إلى خادم الحرمين الذي أصدر قرار الإحالة إلى هيئة الرقابة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لردع كل مهمل، وحتى يعتبر هؤلاء الذين لا يرقبون في عباد الله من المواطنين، إلا ولا ذمة.لقد كتبت في مقابل سابق عن إهمال قطاع كبير من الموظفين في أداء أعمالهم، وما يتعرض له المواطن المغلوب على أمره من إذلال وتعنت، كما كتب غيري في هذا الأمر، ولعل أمر خادم الحرمين يعكس بوضوح اهتمام الملك الإنسان بأمر المواطن أولا، بالإضافة إلى شعوره وإحساسه بما نشعر به نحن ونحس من معاناة في المصالح والهيئات.لاشك أن خادم الحرمين بأمره هذا، وبمتابعته للقضية رغم ما يشغله من قضايا أكثر خطورة على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي، إنما يترجم بصدق اهتمام «الراعي» بـ «الرعية» وإدراكه بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، والتي حملها الله تعالى له، وبالتالي يضرب لنا جميعا، ولهؤلاء الموظفين في قطاعات الدولة المختلفة، من أصغر موظف إلى أكبر مسؤول، المثل والقدوة، لعلنا نسير على نهجه، ونهتدي بخطاه.لقد أثلج صدورنا قرار الملك الإنسان، وبعث في نفوسنا الطمأنينة على أمورنا ومصالحنا، وسيثلج صدورنا على نحو أكبر أن نسمع قريبا بما يناله هؤلاء المهملون الذين تسببوا في مزيد من الأرواح التي أزهقت، والممتلكات التي دمرت، والبيوت التي خربت، والأسر التي شردت.إن شعور أمثال هؤلاء بوجود عيون تراقبهم، في وقت نسوا فيه مراقبة الله تعالى لهم، وبوجود من يضرب على أيديهم بشدة لتقاعسهم وإهمالهم وخيانتهم للأمانة، سيجعل أقرانهم يفكرون، ويعيدون النظر، ويخلصون في أداء مهامهم.وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.dr-rasheed@widowslive.comللتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة