بوركت من وطن حبيب

Abstract

عزيزي رئيس التحرير ... هدوء مميت، وليل حالك الظلمة، الشوارع خالية من المارة، وسكني لا يوجد به أحد غيري، فتاة تدعى زينب عبد الستار خائفة لم تجد من يقوى على مساعدتها إلا الله تعالى، الذي سلمت إليه أمرها، وبدأت تسلي نفسها بما تحفظه من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). فهي لم تعلم أن تلك الظلمة وذلك الهدوء طريق لإعصار مدمر هرب الجميع منه، وذهبوا لأحصنة منيعة خشية منه، إلا بعد أن ترددت بمكالماتها على زملائها وجيرانها، الذين أكدوا لها خروجهم من بوتقة هذا الإعصار لمكان أكثر أمناً، فازداد خوفها وقلقها ولكن ثقتها في الله سبحانه وتعالى لم تهتز لأنها تؤمن بقوله تعالى : ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا))، وبين القلق والتوكل، وبين الخوف والرجاء، إذا بهاتفها الخليوي يرن.. يا ترى من يكون؟ ومن هذا الشخص الذي يتصل؟.. ترددت في الإجابة إلا أنها أخيراً اتخذت قراراً بالجواب عله يكون احد أقاربها أو زميلاتها تسليها في وحدتها ليمر عليها هذا الإعصار بسلام. فإذا هو شخص يمد لها يد العون والمساعدة، يد كريمة آلت على نفسها سلامة كل فرد من أبنائها يد كانت مثالا للحفاظ على ما اؤتمنت عليه، رجل علمني معنى أن أكون قوية رغم أنني أنثى، رجل علمني كيف يكون الراعي ساهرا على حال رعيته. نعم.. إنه والد الجميع، هناك رجل أوفدته الدولة فكان خير موفد لخدمة أبنائها والقيام بمصالحها رجل لله دره.. نعم انه سعادة القنصل د. عبد الرحمن الشايع، ورجاله المخلصون الذين أبوا إلا أن يكونوا آباء وأخوة لجميع مواطني بلدي الحبيب. بوركت يا خادم الحرمين الشريفين من أب فأنت أفضل من يجيد اختيار رجاله. بدأ الحديث بترحيب رجل دولتي بي، واطمأن عن حالتي فأجبته بعفوية «إني خائفة»، ولم أستطع الخروج ولا يوجد من يساعدني، فقال عبارة واحدة أنت ابنتنا ونحن لا نتخلى عن أبنائنا، فما هي إلا بضع دقائق حتى حملت ما أحتاج إليه، إلا وأرسل سعادته لي موظفا من شؤون رعايا الطلاب، الذي لم يتوان عن خدمتي وتوفير ما احتاجه والاطمئنان عليّ. إنه رجل يعرف ما يفعل، ويفعل ما لا يتوقع. إنه مسؤول شئون رعايا السعوديين بهيوستن السيد هشام الرشيد، الذي قام بنقلي لأحد الفنادق الآمنة والفارهة، تنفيذا لتعليمات سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ وولي عهده الأمين، وقاموا بالاطمئنان عليّ بين الحين والآخر، حتى انتهاء الإعصار «أيك»، فنمت تلك الليلة قريرة العين وكأني في وطني. صحيح أني بأرض غير أرضي لكن بسواعد رجال من وطني. نعم هم رجال عبد الله وسواعده، حتى أني لم أشعر بأن الإعصار بدأ أو حتى انتهى. حقيقة هنيئا لشعب أنتم رجاله، وهنيئا لدولة عبد الله قائدها. بوركت يا وطني الحبيب، وبوركت سواعد رجالك الأوفياء. زينب بنت عبدالستار ـ هيوستن