عن المرأة في مجتمعنا المسلم ( 4من 5)
التاريخ
2008-11-11التاريخ الهجرى
14291113المؤلف
الخلاصة
أنا متفائل بطبعي، وأرى أن تطوراً في النظرة إلى المرأة المسلمة في بلادنا - مبنياً على مقتضيات الشرع الحنيف - سيتحقق بإذن الله، ومصدر تفاؤلي هو ذلك التبدل الذي رأيته في حياتنا المعاصرة. إذ كان بعض الأوائل من آبائنا لا يذكرون المرأة باسمها أبداً، ويموت الواحد منهم بعد عمر طويل دون أن يأكل مع زوجته ولو وجبة واحدة.. بل إني سمعت عدداً من الرجال يقول لمحدثه (كرمك الله) حين يتحدث عن المرأة، كما أن آخرين يقولون إن صوتها عورة، وكاد والدي - رحمه الله - أن يمنع أختي الصغيرة من الالتحاق بالمدرسة في بلدتنا متأثراً بتلك الموعظة التي حذر فيها الواعظ بعد صلاة الجمعة في الجامع الكبير من الحاق الفتيات بالمدارس النظامية. لكن أحد أقاربي أقنعه بعدم صحة ما جاء في تلك الموعظة، ومعلوم أن كثيراً من الناس - آنذاك - قاوموا تعليم الفتاة حين بدأت مدارس البنات النظامية في الانتشار، وتلك والله ممارسات، وعادات، ومواقف، ما لها في شرعنا أي تأييد. @@ @@ @@ وقد سبق لي أن تحدثت باسهاب في شهر شوال 1412ه في اجتماع حول تطوير تعليم الفتاة في بلادنا، وكان مما قلته: لقد مضت على بلادنا عصور لم يكن حظ الفتاة فيها من التعليم شيئاً مذكوراً، وكان الاهتمام بالتعليم كله اهتماماً محدوداً، ولكن النهضة التي هيأ الله للبلاد أسبابها، ووفق ولاة الأمور إلى رعايتها، والبذل في سبيلها، قد أتاحت لنا أن تصبح لدينا مؤسسات علمية وتعليمية راقية، لا تقل عن نظيراتها في أي مكان آخر. وأن ننفرد بنظام متكامل لتعليم الفتاة، يبدأ من الحضانة، وينتهي إلى الدراسات التخصصية العليا، التي تحصل الفتاة عند اتمامها على أرقى الدرجات الجامعية العالية. @@ @@ @@ وإذا كان هذا الواقع الذي نعتز به، ونحمد الله تعالى عليه قد اقتضى جهداً كبيراً، وإبداعاً في التخطيط والتنفيذ قام به الرواد الأوائل للتعليم - ولتعليم البنات خاصة - فإن الآمال التي نريد بلوغها - بإذن الله - تدعونا إلى اعطاء المزيد من العناية، وبذل الكثير من الجهد؛ حتى تجني الأجيال الصاعدة من بناتنا ونسائنا ثمرات أكثر نضجاً، وأوفى فائدة، وأبقى أثراً، وأعم نفعاً. @@ @@ @@ والذين يريدون لهذه البلاد دوام استقرارها، وثبات بنيانها يدركون تمام الادراك أننا لا يصلح آخرنا إلا بما صلح به أوائلنا، وأن معين تعاليم ديننا وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - فياضة لا تنضب بما يصلح ويصح أن تقام عليه كل نهضة....
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
687239النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14750الموضوعات
الجامعات والكلياتالمرأة - رعاية اجتماعية
المرأة في السياسة
تمكين المرأة
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
محمد بن أحمد الرشيدتاريخ النشر
20081111الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية