الرعاية الكريمة ومكة المستقبل
الخلاصة
تؤكد الأحداث والأيام، أن قيادة هذا البلد بزعامة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ يحفظهما الله ـ لا تألو جهداً من أجل زرع وغرس ودعم كل محاور النهضة والتنمية في شتى ربوع المملكة، كجزء من الأولويات العامة التي تأخذ في الحسبان مستقبل النهضة الشاملة وعائدها بعيد المدى على الوطن والمواطن. وعندما يتصدى خادم الحرمين الشريفين بنفسه لوضع حجر الأساس أو تدشين المشاريع العملاقة، فإنه بروح القيادة والمواطنة، يؤسس لعهد جديد، يكون فيه الإنسان هو حجر الزاوية، ويكون الوطن بالمقابل هو المحور الأعم، ولهذا نجد في كل يومٍ بناءً جديداً، وصرحاً عملاقاً، وبالتالي أحلاما عظيمة نرجوها ونأملها في مسيرتنا نحو تأمين الحاضر واستشراف المستقبل. فالمليك الذي رعى بالأمس معرض المشاريع التنموية الكبرى لـ«مكة المستقبل» إنما يؤكد من جهة أخرى، مدى الحرص والعناية بالبقاع المقدسة التي تقف على رعايتها المملكة، حكومةً وشعباً ووطناً ومواطنينَ ولم تبخل في يوم من الأيام في توفير وتهيئة كل السبل كي تليق بمعناها وقدسيتها، ولتعكس صورة نموذجية لمعنى الالتزام الديني والمسؤولية الرفيعة تجاه ديننا الإسلامي العظيم وتجاه كافة الزوار والمعتمرين والحجاج. الاستثمارات التي تقارب 60 مليار ريال عبر أكثر من 14 مشروعاً تنموياً عملاقاً في منطقة مكة المكرمة، تعني بالدرجة الأولى انطلاقة مفهوم جديد، يجعل مكة تحديداً تتجاوز جغرافيتها الصعبة، لتنطلق بمفهوم اقتصادي يستثمر الأهمية الدينية ويكون منطلقاً لعصر تتكامل فيه الأدوات بجميع عناصرها، لتقدم لنا وللعالم من حولنا ما يمكن أن يقدمه الفكر السعودي للمجتمع وللأشقاء وللمسلمين، فالحزمة التنموية العملاقة المتعددة بين ناطحات سحاب ومشاريع عقارية وسياحية وطرق، ومنها مشاريع تطوير الواجهتين البحرية والجوية لمنطقة مكة المكرمة اللتين تعتبران الأهم ليس بالمملكة فحسب لكن في الشرق الأوسط كله. الرعاية الكريمة إذاً لا تأتي من فراغ، وليست مجرد حضور اعتيادي أو رسمي، لكنها رعاية ممنهجة، لها دلالاتها وقراءاتها للحاضر وللمستقبل، ولها أيضا قبل هذا وذاك، النظرة المسؤولة والمتفائلة، والوقوف الشخصي المباشر على كل ما يهم الوطن والمواطن.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
687663النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
12903تاريخ النشر
20081012الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية