دبلوماسية القيادة في خدمة الاستثمار الحلقة 6

Abstract

عندما تكون رؤية القائد جلية.. فمن المنطقي أن يؤدي ذلك إلى نتائج جيدة ملموسة واضحة تنعكس آثارها على الواقع الاقتصادي. وإذا كانت قضية جذب الاستثمارات قد حظيت بالصدارة في السنوات الأخيرة على أعلى مستوى باعتبارها من العوامل الرئيسة التي تكشف مدى جاذبية الاقتصاد، فإن هذا الأمر كان واضحا منذ سنوات طويلة في ذهن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي استثمر دبلوماسيته وعلاقاته في تأسيس شراكات قوية لاستقطاب الاستثمارات إلى المملكة، لاسيما من دول جنوب آسيا خلال العامين الماضين.?كما تجلى ذلك في اتخاذ الكثير من القرارات التي عززت من مكانة الاستثمار في المملكة. وتجسّد هذا الاهتمام بجذب الاستثمارات الأجنبية في ارتفاع حجم الاستثمارات الراهنة في القطاعات الرئيسية لأكثر من 200 مليار دولار. والواقع أن بحث الاستثمارات الأجنبية عن السوق السعودية لم يكن لمجرد إرضاء رغبة لنا بل للمكاسب التي ستتحقق لنا ولهذه الشركات معا.. ?فوفقا للسيد عمرو الدباغ «محافظ الهيئة العامة للاستثمار»: “إن جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة لا يهدف إلى البحث عن السيولة فقط وإنما إلى توطين المعرفة والتكنولوجيا”.. إن نظام الاستثمار الذي صدر عام 2000 يتيح للمستثمرين الأجانب الاستثمار في كل قطاعات الاقتصاد السعودي عدا بعض النشاطات المُضمّنة في قائمة النشاطات المستثناة من الاستثمار الأجنبي. ويبلغ الحد الأدنى للاستثمار في المشاريع الزراعية 25 مليون ريال أما المشاريع الصناعية فيجب أن لا يقل الاستثمار فيها عن 5 ملايين ريال أما الحد الأدنى للاستثمار في المشاريع الخدمية فهو مليونا ريال. ولا يشترط النظام الجديد على المستثمر الأجنبي أن يكون لديه شريك محلي للحصول على ترخيص لمشروعه. ?كما يجيز امتلاك المستثمر الأجنبي للعقارات والأراضي لتنفيذ مشروعه عليها، ويسمح النظام الجديد للمستثمر تحويل أرباحه خارج المملكة وكفالة العاملين بمشروعه الاستثماري، وبالإضافة لذلك تم تخفيض نسبة الضريبة المفروضة على أرباح الشركات الأجنبية التي تزيد أرباحها عن 100 ألف ريال في السنة من 45% إلى 20% ويخضع النظام إلى تطوير مستمر لفتح مجالات جديدة وتخفيض الحد الأدنى من رأس المال المطلوب حتى تم مؤخرا فتح المجال لتجارة الجملة والتجزئة وهو الأمر الذي أثار بعض المخاوف.?رؤية متقدمة?ولعل هذه الرؤية هي ما يفسر بوضوح هذه الزيارات المكوكية لخادم الحرمين....