الزاوية ملفاتها العلاقية

Abstract

الزاوية | ملفاتها العلاقية وفـاء كريدية نرجو من السادة الكرام موظفي ومنسوبي الإدارات الحكومية احترام وقتنا بسرعة إنجاز معاملاتنا، ليس لأن المرارة طقت من المراجعات المتكررة، وليس بسبب أنه عليّ أن أعقب على المعقب وأعطيه زيادة، وما أدري الزيادة ليه؟ ولكن لأنني أريد لعملي أن ينتهي قبل أن ينتهي أجلي وأخلص شغلي بإخلاص ومودة قبل ما تخلص روحي من المخلصين والمعقبين والمحامين ودورك في المستشفى وتأخير الرحلة الجوية وما أحد فارقة معه. وبحق أنا ليس في نيتي إزعاج الموظف بل رضاه، لا أزعجه ولا يزعجني وأتركه براحته ويتصل متى ما شاء بس يخلصنا. كم مرة وجّه ملك البلاد توجيهاً يهدف إلى مراعاة ظروف العباد ورعاية مصالحهم في الداخل والخارج، نعم حتى في الخارج. الملك أطال الله في عمره حث السفراء والقناصل ألا يتركوا سعودياً وسعودية، إلا ويخدموهم ويراعوا مصالحهم، فما الذي يحول دون رعاية شؤون المواطنين؟ مرات ومرات كثيرة وتعليمات وتوجيهات مستمرة من الملك بذاته، من الحبيب الغالي الحريص على أبنائه وبناته وأنتم معشر الموظفين والمسؤولين مازلتم تمارسون الأعذار، وإن لم تجدوا كانت إجابتكم: النظام متعطل أو الجهاز خربان، الجميع يضعون الحق على الكومبيوتر... مسكين الكومبيوتر كان آلة صار شماعة. وإذا غلبت الموظف وقلت له سأنتظر معك حتى الصباح التالي، حتى آخر عمري، حتى يصلح الجهاز وينتظم «السيستم»، غلبك بمفردة «خلص الدوام راجعنا بكرة»، وبكرة يفوت وبعده يفوت ولا كلمة ولا مرسال، وعندما تتصل فإنك ستقضي وقتاً طويلاً وأنت تستمع إلى شريط انشغال الموظف بخدمة متصلين آخرين حتى تأتي آخرتك، فالظاهر أن المشكلة ليست قصراً على القطاع العام بل أضف عليه الخاص أيضاً، يعني زيادة على النكد نكد. وإن كنا نحن قد كبرنا على هذا الموال البطيء في إنجاز العمل، إلا أن شباب اليوم هم في عصر السرعة والنشاط والديناميكية، فهل نقتل فيهم هذا الإحساس أم نشجعه؟ إذ كيف يقدم شاب على وظيفة أو يستمر في حياته أو يدخل مشروعاً مهماً، ليجد نفسه معقباً لا مفكراً، وكأنكم بتعاملكم هذا تعلمونه عدم احترام القانون والتسيب وبطء الإنجاز، فلماذا يا موظف تعسر ولا تيسر؟ أين التفاعل والإحساس بالمسؤولية والتفاعل مع مشكلات الآخرين؟ هذا الشعور يوقف الحركة والنشاط والاندفاع لدى الموظف، فلا تبقى له فرصة لأن يفكر في تطوير نفسه وعمله وقدراته.على الجانب الآخر، فإن....