موعد مع مليك الإنسانية

Abstract

فاطمة القحطاني تشرف المنطقة الشرقية هذه الأيام بوجود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتأتلق بإطلالته البهية، أباً وقائداً وملهماً كقدوة يندر أن يجود التاريخ بمثلها. اليوم، عندما تصافح قلوبنا خادم الحرمين الشريفين، نجدها نحن المواطنين فرصة نادرة لتوثيق تاريخ جميل ومشاعر أجمل تربطنا جميعاً بالقيادة، وتعمق مفهوم العلاقة الطوعية والخيرة بين القيادة والشعب. وإنني كامرأة من هذا المجتمع، لأستذكر في خضم هذا الترحيب الحار، ما وصلت إليه النساء في عهد خادم الحرمين الشريفين، وما حدث لهن من تطوير كان دافعه الأول إيمان المليك بقدرات بنات الوطن، وإعطاءهن الثقة كي يشاركن في بناء بيتهن الأول (الوطن) بكل فخر واعتزاز وكفاءة. إنني كامرأة، أسجل لخادم الحرمين الشريفين تقديره للدور النسوي وكان قوله صراحة «لن نسمح لكائن من كان أن يقلل شأن المرأة أو يهمش دورها الفاعل في دينها ووطنها وهي قريبة الرجل وتساهم معه في تكوين المجتمع» مؤشراً مهماً ودافعاً عظيماً لتمارس المرأة السعودية دورها الطبيعي وتنطلق للأمام. لقد كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما زال مصدر ثقة لنا نحن النساء، وساعد في أن تحتل المرأة مكانتها اللائقة، وتنوعت خبراتها ومناصبها، وكانت مقولته الشهيرة «لا نستطيع أن نقف جامدين والعالم من حولنا يتغير» فعلاً نقطة انطلاق في مسيرة المرأة السعودية ومساهمتها في بناء الوطن اقتصادياً وتعليمياً وعلمياً وعملياً. بل وصلت أيضاً لأرفع المناصب الدولية. إن التاريخ سيسجل لخادم الحرمين الشريفين، قدرته غبر المحدودة على أن يكون نموذجاً يحتذى، بقوله وعمله، ببسمته ودمعته، بقربه منا واطلاعه على أحوالنا، بكلماته التي لا تنسى بصدقها وعفويتها وتلقائيتها وكأنها نابعة للتو من تراث بلادي وقيمها وتقاليدها وبساطة خيمتها وكرم صحرائها. إن التاريخ سيسجل أيضاً أن خادم الحرمين الشريفين، بجولاته في كافة المناطق، ونزوله إلى الشارع، ولقائه بأبسط مواطن، إنما ضرب موعداً مع المشاعر الإنسانية بكل صورها، ولا تزال صورته وهو يدخل مساكن الفقراء قبل أعوام بمدينة الرياض، دون حاجب أو حاجز، وحديثه مع المحتاجين علامة على تواضعه وحبه في الاقتراب من أبناء وطنه، كما أن صورته التي حاول من خلالها أن يمسح دموعه عندما رأى إحدى بنات شهداء الواجب، فتدفقت أرقى المشاعر الإنسانية كما لم تكن من قبل. من حقي اليوم وأنا أشاهد رمز بلادي أن أشعر بكل هذه المشاعر فخراً بهذا القائد الذي سيظل اسمه في وجداننا قبل عقولنا.. Fatimaaq @yahoo.com