دول الخليج ومصيدة الاتكالية!

Abstract

دول الخليج ومصيدة الاتكالية! م. سعيد الفرحة الغامدي من بداية الثمانينيات في القرن العشرين الميلادي، وتحديدًا من عام 1973م، بعد ارتفاع أسعار البترول، وبداية مرحلة التخلّص من الاستغلال الذي كانت تُمارسه الدول الغربية وشركاتها التي اكتشفت ونقّبت واستخرجت البترول في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي بكميات قياسية من عدد من الأقطار العربية، أهمها جزيرة العرب، وصاحب استخراج الزيت وتسويقه انبثاق عصر جديد للتنمية؛ شملت كافة جوانب الحياة، وغيّرت الكثير من المفاهيم وأنماط التعامل بين سكان الدول المنتجة وشرائحها الاجتماعية. ومع التنمية أتت الحداثة.. ومع الحداثة بدأت مظاهر الترف والاتكالية والاعتماد على الغير في كثير من الأمور التي لم تألفها مجتمعات المنطقة قبل اكتشاف البترول الذي جلب الثراء وغيّر الأحوال. وقد صاحب تدفق البترول بكميات كبيرة وعوائد مادية هائلة انبثاق ثورة تعليمية كانت وما زالت من أبرز إنجازات دول الخليج عامة، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، بفضل عوائد البترول، وبفضل التوجه السياسي الحكيم من قبل الدولة في هذا الاتجاه، حيث أتيحت لأعداد كبيرة من أبناء البلد مواصلة التعليم داخل المملكة وخارجها؛ ليعودوا للمشاركة في ملحمة التنمية العظيمة التي شهدها الوطن، ولا زالت مستمرة. ومع نهاية القرن الماضي، وبداية الألفية الثالثة تعرضت المنطقة لثلاث هزات رئيسة، أولها احتلال الكويت، وما تبعه من حشود وحروب واستنزاف مادي، وظهور مرحلة إعلامية جديدة، استخدمت الأقمار الصناعية للبث المباشر، والتغطية الشاملة لكافة الأحداث، مع تركيز خاص على منطقة الخليج العربي أثناء حرب تحرير الكويت، ومن بعدها غزو العراق، وتدمير أغلب منشآته ومرافقه الحيوية. والحدث الثاني ما حصل في الحادي عشر من شهر سبتمبر 2001م، والذي هزّ العالم بأسره، وجعل الأنظار والإعلام بكل وسائله يركز على العرب لمعرفة كل شاردة وواردة تدور على أراضيهم، وملاحقات تحركاتهم أينما ذهبوا، ولازالت تفاعلات ذلك الحدث تطاردهم في كل مكان من العالم؛ بحجة أن أغلب المختطفين للطائرات الأربع التي استخدمت في الحادث، كانوا من أبناء المملكة العربية السعودية، وأن الانتماء الإسلامي دليل على تطرف ديني استغلته الصهيونية المتحالفة مع المسيحية المتطرفة للنيل من الإسلام والمسلمين، ورغم مرور عقد من الزمن، واغتيال بعض قادة القاعدة لازالت التداعيات....