قطاع الأعمال استجاب مشكوراً.. لكن الإرث أكبر من أن يعالج في 90 يوماً

Abstract

لقد استجاب قطاع الأعمال بكامل جهاته الكبيرة والمتوسطة والصغيرة لتنفيذ قرارات وزارة العمل، وبصفتي رئيس المجلس التنسيقي للجان الوطنية في مجلس الغرف السعودية، حيث يتكون هذا المجلس من رؤساء اللجان الوطنية في المملكة فكنت على اطلاع مباشر على الوضع القائم الآن. لقد استجاب رجال الأعمال صغيرهم وكبيرهم لتنفيذ القرارات الأخيرة الصادرة من مقام وزارة العمل إدراكاً كاملاً منهم بأن وضع العمالة في المملكة أصبح أكثر من المحتمل اقتصادياً وأمنياً، والوطن والمواطنون هم الخاسر الأول، فالمواطنون وخاصة النساء منهم لا يجدون العمل المناسب ذا الدخل المعقول لسيطرة بعض الجاليات على كثير من الأعمال مستفيدين من ثغرات يسمح بها النظام بهدف تسهيل الأعمال ليحوِّلوه تماماً إلى تسهيل خاص لمجموعات منهم، فما أن يتم إقرار بعض الخطوات لمساعدة المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلا ونرى الأخوة الوافدين وقد أساءوا استخدام هذا القرار. لقد تفاعل مجتمع الأعمال سريعاً مع القرارات الأخيرة إدراكاً منه لضرورة تنظيم سوق العمل، ولقد رأيت وزملائي في مجلس إدارة غرفة الرياض الحشود الكبيرة من المراجعين وطلبنا من إدارة الغرفة تسهيل الأمور بزيادة ساعات العمل وفتح مواقع أخرى للتصديق وقد قامت الأمانة بجهد تُشكر عليه، ثم رأينا الحشود الكبيرة على مقرات الجوازات في جميع أنحاء المملكة وخاصة في الرياض حيث تبدأ صفوف المراجعين من أواخر الليل في صفوف طويلة لتحصل على الرقم ولتبدأ معاناتها في جو الرياض شديد الجفاف والحرارة والغبرة السائدة والكل من مراجعين ومستقبلين في سباق مع الزمن لتخليص ملفاتهم قبل الوقت المحدد، ولكن للأسف الشديد هيهات أن ننهي أموراً تعوَّدنا على التساهل معها لفترات طويلة وأن ننجزها خلال فترة قصيرة جداً. يا معالي الوزير: القطاع الخاص استجاب لأوامر القيادة عن قناعة الأكثرية وعن خوف الأقلية ولكن كانت الفائدة المرجوَّة كبيرة جداً وفي وقت عصيب مثل هذا وعن إعلان كبرى الشركات في المملكة رغبتها في التمديد لعدم تمكُّنها من إنجاز العمل بالسرعة المطلوبة، فآمل منكم، باسم زملائي في المجلس التنسيقي في مجلس الغرف، التمديد لفترة أطول ولتحددها بستة أشهر فشهر رمضان مقبل ولن يرضيك أن ترى المراجعين وقد أخذ منهم التعب مأخذه وتساقطوا من الإرهاق والعطش والجوع، وموسم الحج قد أزف وهو موسم كريم يحتاج إلى تركيز قوات الأمن المختلفة لحماية منافذ المملكة وأماكن شعائر الحج بتركيز أكثر. ولن اكتفي بطلب التمديد ولكنني استسمحك عذراً بأن الوقت غير مناسب، للتقليل من جهود واستجابة قطاع الأعمال ورغبتهم الصادقة في خدمة دينهم وقيادتهم ووطنهم. وأتمنى من معاليكم الشكر لجميع الجهات المعنية سواء كانت حكومية أو خاصة فقد استجابوا وبنفس راضية وتضحية كبيرة. إنني على ثقة كبيرة بأن القيادة حفظها الله وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وفقه الله كل التوفيق وولي عهده الأمين والنائب الثاني وصاحب السمو وزير الداخلية الذي خلف والده رحمه الله بالاهتمام بشؤون الأمن والأمان، فهذه القيادة حريصة على ان تأتي هذه الحملة ثمارها على اكمل وجه وبما يضمن - باذن الله - تصحيح اوضاع سوق العمل لما فيه خير الوطن والمواطن والاقتصاد الوطني. وفق الله الجميع وحفظ لهذا الوطن الغالي عزه وكرامته وأمنه واستقراره أنه سميع مجيب. *رئيس اللجنة الوطنية الصناعية بمجلس الغرف السعودية