يا خادم الحرمين الشريفين ..

Abstract

يا خادم الحرمين الشريفين... محمد بن أحمد الرشيد قد يبدو للقارئ الكريم ان مقالي هذا جاء متأخراً عن مناسبته، لكن سبب تأخره هذه المدة هو ما صرفته في الدراسة والمقارنة. لقد استعرضت بيانات وقرارات معظم القمم العربية السابقة، وقارنت بين محصلاتها جميعاً وبين ما نتج عن قمة الرياض، واقتضى ذلك التأمل واعادة القراءة في نتائج قمة الرياض زمناً، وخاصة في البيان الذي تلاه معالي الاستاذ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في ختام الاجتماعات، لقد قرأت البيان قراءة ثقافية تربوية فوجدته بياناً يكتب بماء الذهب على صفحات القلوب. لقد نجح مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الرياض نجاحاً يغنيه عن الثناء والاطراء، ولا يعفينا من شكر الله على ما وفق اليه، والدعاء لكل من قام عليه من اولياء الامور الامناء الاكفياء، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله. لن اعلق على قرارات المؤتمر السياسية والاقتصادية، وسأقصر حديثي على ذلك الإعلان المتميز الذي جاء في وقته ليعالج وضعاً عربياً يحتاج للعلاج. انه في الحقيقة إعلان قادة الدول العربية المجتمعين في الرياض عن عزمهم على امور عدة على اهمية بالغة، وكلها جديرة بالتأمل، والسعي الجاد الحثيث لتنفيذها، وبذل الوسع والطاقة لتحقيقها، ولأجل تأملي على شكل سؤال وجواب: سؤال: لماذا اعلن القادة المجتمعون عزمهم على ما عزموا عليه؟ جواب: 1- لأن الامة العربية تواجه تحديات ومخاطر تهدد باعادة رسم الاوضاع في المنطقة، وتمييع الهوية العربية، وتقويض الروابط التي تجمع بين الشعوب العربية. 2- وحرصاً على تعزيز الهوية العربية، وترسيخ مقوماتها الحضارية والثقافية. 3- وحرصاً على ان تواصل هذه المقومات الحضارية والثقافية رسالتها الانسانية المنفتحة. 4- واستناداً الى الاسس والمقاصد التي نص عليها ميثاق جامعة الدول العربية والمواثيق العربية الاخرى، بما فيها: @ وثيقة العهد والوفاق والتضامن بين الدول العربية. @ ووثيقة التطوير والتحديث في الوطن العربي. @ وميثاق الوحدة الثقافية العربية. @ ودستور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. 5- واستلهاماً للقيم الدينية والعربية التي تنبذ كل اشكال الغلو والتطرف والعنصرية. سؤال: على ماذا عزم القادة العرب؟ جواب: 1- على العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها. 2- وعلى ترسيخ الانتماء الى هذه الهوية....