نعمة الحج

Abstract

من نعم الله عز وجل التي لا تعد ولا تحصى على عباده المؤمنين أن يسر لهم أسباب الخير والفلاح في كل الأمور، وأن من جملة ذلك الخير أن جعل الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد مدارا لمعاشهم فيها ما يصلح دينهم ودنياهم، يأمن في حرمه خائفهم وينصر فيه ضعيفهم ويربح فيه تجارهم ويتعبد فيه متعبدهم لم يدعهم عباده سبحانه وهو الرحيم بهم هملا ولم يتركهم سدى بل سخر لهم من عباده من يقوم بشؤونهم وخدمتهم وهو يؤدون الفريضة التي فرضها عليهم، وقد خص الله أهل هذا البلد الآمن بخدمة الحاج منذ أن أمر نبيه إبراهيم عليه السلام بالنداء إلى حج بيت الله الحرام فكانت السقاية والرفادة وعمارة المسجد الحرام والعناية بالحجاج من أهم الأمور التي كان العرب الأوائل يتفاخرون بها وخدمة الحجيج من مميزات أهل هذا البلد الذي شرفه الله بأن وضع بيته الحرام فيه وجعله مهوى أفئدة المسلمين من كل مكان. ومرت حقبة من الزمن عانى الحجيج فيها في البلد الحرام معاناة شديدة حتى هيأ الله بحكمته وعظيم فضله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، الذي أولى الحجاج والحرمين الشريفين جل اهتمامه، وجاء بعده أبناؤه البررة الذين لا يألون جهدا في كل ما من شأنه إصلاح البلاد والعباد، وفي هذا العهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نال الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة توسعات وإصلاحات منقطعة النظير، فهذه المشاريع العظيمة التي أنشئت من أجل الحجاج والطرقات الواسعة والأنفاق الضخمة التي شقت في الجبال وجعلت الحجاج يصلون إلى المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة والخدمات التي تقدم للحجاج عبر الأجهزة المختلفة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين تطورت تطورا هائلا ومذهلا وسهلت أداء جميع أنواع أعمال الجهات المعنية بالحجاج. إن هذه النعم وغيرها مما يسره الله لحجاج بيته الحرام تستحق الشكر لله والثناء عليه عز وجل أولاً ثم لولاة أمر هذا البلد الأمين الذين يسعدهم كل ما من شأنه راحة حجاج بيت الله الحرام وقد ضمن الله عز وجل لمن شكر من عباده الزيادة، قال سبحانه {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} سورة ابراهيم آية 7، فلنشكر الله عز وجل على هذه النعم المتتالية التي أكرمنا بها. * مستشار وزير الحج، مدير إدارة التوجيه والتوعية بالوزارة