باب المسؤول

Abstract

باب المسؤول حمود أبو طالب ليست المرة الأولى التي يشدد فيها خادم الحرمين الشريفين على المسؤولين بضرورة الاهتمام بالمواطن واحترامه والوفاء بحقوقه. لقد أكد كثيرا على هذا الأمر وبصورة علنية، وطالبهم بفتح أبوابهم والاستماع إلى المواطنين والعمل الجاد المخلص على تنفيذ المسؤوليات المناطة بهم على أكمل وجه وحسب البرنامج الزمني المحدد لكل منها، ولو لم يلمس حفظه الله أن البعض منهم لا يقوم بواجبه كما يأمل لما تكرر تذكيره لهم وتشديده على تنفيذ توجيهاته..المفارقة المزعجة أن المواطن يستطيع أن يقابل كثيرا من المسؤولين الكبار في الدولة لكنه يعجز عن مقابلة مسؤولين أقل منهم أهمية ومسؤولية ومشغولية. يستطيع المواطن أحيانا أن يقابل وزيرا لكنه لا يستطيع أن يقابل ممثل الوزير في منطقته إلا بعد عناء ومشقة. يستطيع المواطن أن يتحدث مع الديوان الملكي ويعرف في وقت وجيز نتيجة ما يستفسر عنه، لكن تلفون مسؤول في مرتبة مدير عام أو أقل في أي جهة لن يرد عليه، وإذا حوله السنترال لأي توصيلة فإنه يريد التخلص منه لأن لا أحد سوف يرد عليه، وإن رد أحد لن يستفيد منه شيئا.. إنها مشكلة فهم معنى المسؤولية والواجب لدى الكثير ممن يفترض أنهم في خدمة المواطن.. بعض المسؤولين يعانون من مأزق أخلاقي ونفسي في وعيهم بمعنى المسؤولية العامة، فعندما يتربع أحدهم على كرسيه يشعر بأنه فوق الجميع وأنه يجب أن يتصرف كما يشاء ويحلو له. حالة من التضخم والنرجسية والخيلاء تسيطر عليه فبنفصل عن الناس والواقع والمنطق.. وهناك بعض المسؤولين لديهم مركبات نقص هائلة، فما إن يدفع به الحظ إلى موقع مسؤولية حتى تتدفق علامات هذا المرض من كل مسامه وتلوث كل شيء في بيئة عمله.. وفي الحالتين يكون المواطن هو الضحية، والوطن هو الضحية الأكبر..ليس المطلوب من المسؤولين أن يجعلوا أبوابهم مفتوحة طوال ساعات العمل لسماع المطالب والشكاوى لأن هذا ليس من المنطق في شيء، ولكن لا نقبل منهم أن تكون موصدة دائما.. المسؤول الواعي الكفؤ والمخلص يستطيع أن يخلق توازنا بين كل المهام المسندة إليه، والمسؤول المتعالي الذي لا تسعفه كفاءة ولا أخلاق يكون وجوده وبالا على الناس.. habutalib@hotmail.comللتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة