صنادق الصفيح وكهوف القش
التاريخ
2008-08-22التاريخ الهجرى
14290821المؤلف
الخلاصة
الجمعة, 22 أغسطس 2008علي الزهراني** تنهد شيخ عجوز وهو يلتقط باطراف اصابعه دمعة نازفة كانت تسكن احداقه لأنه لم يستطع ان يوفر لابنته الصغيرة التي جاءت تركض نحو احضانه فرحة بنجاحها اي هدية حتى ولو كانت بسيطة!. انكسار خاطر صغيرته قابله انكسار اكبر في قلبه وشب فيه حريق لا يشعر به الا هو وحده!.وماذا يمكن ان يفعل وهو يقع تحت وطأة هذا الوحش الكاسر !الحيلة اعيته ان يوفر لقمة هنية لاخوانها الباقين فكيف ان يوفر لها (هدية نجاح) ! وتمتم في وجهها (يا ابنتي الرماد لا ينبت الورد)!!***** وبكت مسنة حتى غسل الدمع حجابها الاسود كلون حالها وهي تجسد معاناتها.. امرأة عجوز هدها الزمن وتكالبت عليها الظروف فاصبحت في عراء الحياة لا في قلبها كالبشر.. طرقت كل الابواب وفي النهاية لم تجد متنفساً لهذا الضيق القاتل الا لحظة ايمانية تدعوها الى الصبر والى ان ترفع يديها المرتجفتين باتجاه الرزاق عله يفرج كربتها.ثم بكت ثانية.. وسكتت!!.** هذان العجوزان ليسا حالة استثنائية ولكنهما من بين آلاف القابعين بين فكي الرحى.. يقبعون تحت خط الفقر ويعيشون داخل دائرة السواد ويصطلون بهجير الوقت قبل ان تطفح بأحوال بعضهم صفحات الجرائد!.** وكلما كاد جرح يجف تداعت جراح وجراح وهي نذر مبينة على ان مشكلة الفقر لدينا تتنامى بدلاً من ان تنحصر!.ويزيد الامر ايلاماً هذه الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها والتي دون شك اسهمت من حدة المشكلة وفي الزيادة العددية بين طبقات الفقراء!.ومع مرور الوقت واشتداد ازمة الغلاء وتعقيدات حياة المعيشة تتخثر الكثير من الشرائح نحو القاع لنجد اننا باتجاه تكوين مجتمعي جديد قلته من الأثرياء وأكثريته من الفقراء او اصحاب الظروف الصعبة!!.** هذا يحدث ونحن في الدولة النفطية الاولى في العالم ولله الحمد ولدينا مواردنا المالية الضخمة وتعدادنا ليس كتعداد الصين!!. ومع ذلك لا نضرب بعصا غليظة في وجه الطوفان وكأننا وصلنا الى مرحلة القناعة الذاتية بان هؤلاء (فقراء) وعليهم ان يعيشوا واقعهم!. وهذا ما يثير حفيظة تلك الجدلية المجتمعية لفوارق التكوينات الطبقية ما بين (فوق) و(تحت).** اما الاثرياء فانهم الاكثر تنكراً لواحدة من كبريات مشكلات الوطن.. فلم نجد اسهاماً مقنعاً للقطاع الخاص لحد الآن وكأن هذه المشكلة هي مسؤولية الحكومة وحدها!.بل وقد تجد بعضهم في الاتجاه المعاكس.. يزيدون من قهر المستورين والمحتاجين بامتصاص دمائهم....
الرابط
صنادق الصفيح وكهوف القشالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
713929النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16557المؤلف
علي الزهرانيتاريخ النشر
20080822الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية