الهيئة والابتزاز!!
التاريخ
2008-11-25التاريخ الهجرى
14291127المؤلف
الخلاصة
اكاد اجزم بأنه لايمر يوم واحد دون ان تكون هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صانعة خبر وطرفا فيه فى إعلامنا..بل إنني وبمتابعتي الدقيقة لهذا الجهاز من فترة ليست بالقصيرة اجزم بأنه صاحب الحضور الأكبر على غالبية القصص الإخبارية اليوميّة فى إعلامنا والتي تكشف بالوقائع مدى تورّطه فى الشأن اليوميّاتي المحلّي فى مجتمعنا اكثر من أي جهاز خدمي اومرافقي اخر..وهذا يعني ان الجهاز يعمل ويتفاعل ويؤدي دوره المطلوب كجهاز ضبط إجتماعي بصرف النظر عن الأخطاء التي تصدر عن افراد فيه من وقت لآخر،وبغض النظر عن حالات التصعيّد الإعلامي غير المبرّرة من صحافيين وكتّاب رآي بين وقت واخر..اليوم قضية كابتزاز النساء فى مجتمعنا لا اظن أن احدا لا يوافق على اننا لم نعرف بها إلاّ من رجالات الحسبة،ولم نكن لنشعر بوجود هكذا ظاهرة فى الآونة الأخيرة إلا من وقوعات اوردتها الهيئة موثّقة للجهات الأمنية والقضائية ونشر عنها فى وسائل الإعلام..قضية الابتزاز اليوم فى نظري اسهمت الهيئة كثيرا فى الكشف عنها فى مجتمعنا للدرجة التي وجّه فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله –اعزه الله- بتشكيّل فريق عمل لدراسة ومعالجة ظاهرة الابتزاز مؤخرا بشكل منهجي ،ولعبت دورا فى إظهار الوجوه المخفيّة والمسكوت عنها فى واقعنا الإجتماعي من قبل الإعلام والأجهزة الإجتماعية والثقافية للأسف..وللأسف حتى مع كل هذا الجهد والمثابرة والعمل المتواصل بشكل جدي للتدخّل من قبل الهيئة والوقوف بقوة إلى جانب المرأة كحلقة اضعف فى المجتمع المحافظ والمثخن بالتناقضات والهموم الأسرية والتأزمات الفردية ،لانكاد نجد من ينصف هذا الجهاز إلاّ قلة قليلة من صحافيين وكتبة رآي فى إعلامنا ..ظاهرة الإبتزاز اليوم والنجاحات التي تحققها الهيئة عمليا فيها كنت اتوقع ان تعيد الرشد لمن يتحفظّون على انشطة واعمال الهيئة المتعلقة تحت بنود الحريات العامة وخصوصيات الأفراد،ولكن وبكل اسى لايقابل كل ذلك إلاّ بالتهميّش فى زوايا الرآي والأخبار وكأن ماتقوم به الهيئة ليس حماية لخصوصية الأفراد وحفاظا على حقوقهم وادق تفاصيل حياتهم الأسرية..انا فقط اتساءل،اوليس من المصلحة ان كنا حريصين على الأمن والسلم الإجتماعيين ،وحريصين على بقاء قيم المجتمع وروابط الأسرة بعيدا عن عبث الأشرار ومراهقاتهم،ان نقف كمؤسسات وافراد إلى جانب هذا الجهاز الذي لم يتردّد ولم يحجب إمكاناته عن المئات من حالات ابتزاز النساء والأطفال عندما لجأوا إليه طالبين الغوث لإنقاذهم من سوء تقدير منهم او بذكاء غيرهم عليهم ولم يتعاطى ببيروقراطية مقيتة كما تفعل الكثير من اجهزتنا فى التدخّل..شيء فعلا غير مفهوم هذا الذي يحدث لجهاز يلعب دورا فى نظري بالغ الأهميّة فى مسألة فيها الكثير من الانتهاك لحرية وحق المواطن والمواطنة فى حياة كريمة مستقرة..وإن كنا صادقين مع انفسنا فى مسائل الحريات والحقوق فدعم هذا الجهاز بالباحثين وبالوسائل وبالأموال اقل مايمكن فى مسألة الإبتزاز الكريهة هذة ،خاصة وان لدى افراده خلفيّة إجتماعية وميدانية ناجعة ليس فى مجال المكافحة والإيقاع وحسب وإنما فى تعليّق الجرس وإطلاق اول صافرة إنذار تحرّك معها ولي الأمر بالإجراء المؤسسّي الأوّلي..للأسف هناك من يتسقّط وهناك من لاهم له إلاّ تضليّل الرآي العام فى البلد بإحراق جهود هذا الجهاز الوطني بجمع وإلتقاط السلبي اكثر من الإيجابي لجهاز متفان ويعمل ولابد لمن يعمل من ان يخطئ..ولله الأمر من قبل ومن بعد. twergy@gmail.com
الرابط
الهيئة والابتزاز!!المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
715765النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12947المؤلف
عبدالله الطويرقيتاريخ النشر
20081125الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية