أرامكو بين عبدالله جمعة وخالد الفالح

Abstract

حينما يترجل عبدالله بن صالح جمعة رئيس اكبر مؤسسة نفطية على الصعيد العالمي بعد خدمة اربع عشرة سنة لرغبته في التقاعد ، وبعد أن أدى الأمانة بإخلاص وكان على مستوى المسئولية ، وحققت هذه المؤسسة العملاقة في عهده إنجازات كبيرة في مجال صناعة النفط والغاز، وتطورا مرموقا في مجال الإنتاج والتسويق ، فإنه يستحق عن جدارة الاحتفاء والتكريم ، والإشادة بعمله وجهوده وحسن قيادته، وفي تكريمه تكريم لمنسوبي أرامكو السعودية من قبل المجتمع سواء على صعيد المؤسسات الوطنية الاقتصادية أو الثقافية ، ولهذا التكريم دلالة على رقي المجتمع ثقافيا ، وعلى تطور الوعي بالمنجز من الأعمال ، إن هذا التكريم يحقق حافزا قويا لمختلف مديري وقياديي المؤسسات الوطنية الأخرى حكومية وأهلية لبذل أقصى الجهود في تحسين اساليب العمل وتطوير العناصر البشرية ورفع مستوى الإنتاجية ، ويدفع بعجلة التطور والتقدم الى الأمام لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، لقد أصبحت أرامكو السعودية نموذجا في تنظيمها وإدارتها وقيادتها. ويجدر بكل مواطن أن يعتز ويفاخر بها .. وكلنا نعلم بأن أرامكو السعودية قد تعاقب على قيادتها وإدارتها رجال أفذاذ، كلٌّ أدى واجبه بإخلاص وكفاءة وكل منهم يستحق الاحتفاء والتكريم ، وكلنا نعلم أيضا بأنه بجانب كل واحد من اولئك الرؤساء نخبة من أكفأ الرجال نوابا ومستشارين ومديرين ومعهم آلاف من العناصر البشرية المؤهلة رجالا ونساء .. كل يؤدي عمله بكفاءة وإخلاص في مختلف أقسام الشركة ، ذلك لأن مستوى الأداء مرهون بجودة التنظيم والتأهيل والتدريب والإشراف وبأساليب التنفيذ المتطورة مما جعل أرامكو السعودية نموذجا راقيا في إدارتها وأعمالها. اتصف الأستاذ عبد الله جمعة بالتواضع وكرم الأخلاق في علاقاته الخاصة والعامة والكفاءة والإخلاص والنزاهة في أداء عمله ، وأتذكر أنه قاد فريق عمل لتنظيم شركة كهرباء المنطقة الشرقية ووضع هو وفريق العمل أسسا وقواعد إدارية وتنظيمية رفعت من شأنها ولا تزال مطبقة فيها ، ولما اختير رئيسا لأرامكو السعودية خلفا لمعالي المهندس علي النعيمي الذي عيّن وزيرا للبترول والمعادن ، لم يغيّر المنصب رغم أهميته وخطورته القيم الأخلاقية والوطنية والمهنية التي اعتقدها ومارسها ، عرفت عبدالله جمعة طالبا في مدرسة الهفوف الثانوية لفترة قصيرة حتى تأسست مدرسة ثانوية بمدينة الخبر، والتقيت معه عدة مرات حينما كان يدرس بالجامعة الأمريكية في بيروت في الستينات الميلادية ، وكنت مبتعثا الى منظمة اليونيسكو للتخصص في التخطيط التربوي والإدارة التربوية ، ولفت انتباهي ما يتمتع به من صفات كريمة وعلاقات طيبة مع الآخرين . استمعت اليه حينما كان يتحدث الى موظفي أرامكو في مايو 2008م بمناسبة مرور خمس وسبعين سنة على تأسيس أرامكو السعودية ، ولقد امتزج في خطابه لهم الحب والتقدير والوعد الجميل بالنظر في تحسين الكادر الوظيفي ، وفي صوته نبرة العطف والحنان الأبوي مما يضفي عليه سحرا أخّاذا وأناقة تعكس ما يتبطن نفسه من مشاعر صادقة تجاههم ، وها هو عبدالله بن صالح جمعة الذي لم تغيّر طبيعته وأخلاقياته المناصب والشهرة يترك قيادة أرامكو السعودية ليكون خير سلف لخير خلف ، وإني أدعو الله (عز وجل) ان يمنحه الصحة والعافية وأن يؤجره على ما قدم للبلاد والعباد من صالح الأعمال بما يرضيه تعالى . وتصدر الإرادة الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله ورعاه) بتعيين المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح رئيسا لأرامكو السعودية ليكون خير خلف اعتبارا من أول يناير 2009م ، ويشغل الأستاذ الفالح حاليا نائب الرئيس التنفيذي للعمليات التي تشمل أربعة قطاعات رئيسية هي: التنقيب والإنتاج والهندسة وإدارة المشاريع وخدمات الأعمال بما فيها التكرير والتسويق والأعمال الدولية ، وهو عضو في مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ، وتم اختياره ليكون رئيس المجلس البلدي بحاضرة الدمام ، وتتضمن سيرته الذاتية توليه عدة مناصب حيوية في أرامكو ويحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال بالإضافة الى درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة تكساس بأمريكا ، التقيت بالأستاذ خالد الفالح في إحدى اللجان التي شكلت في ندوة المجلس البلدي ولفت انتباهي شخصيته الهادئة ومناقشته الجادة التي تتسم بالموضوعية ، والبعد عن الإثارة والاندفاع . وأدعو الله له بالتوفيق والسداد، كما أهنئه بالثقة الملكية. Alikader77@yahoo.com