وسام الوطن وبكر بن لادن

Abstract

الاثنين, 22 ديسمبر 2008د. سعود صالح المصيبيح?د. سعود صالح المصيبيح?عرفت المهندس بكر بن لادن من خلال لقاءات مختلفة ليس لها علاقة بعمل معين نقوم به وانما لقاءات عابرة تشعر باريحيته وبساطته وتواضعه واذكر انه اسدى لي نصيحة عن ما حدثته قبل سنوات عن بناء لمنزلي وكانت النصيحة ألا تكون مساحة المبنى كبيرة نظراً لاستهلاك الكهرباء وكذلك الصيانة والنظافة وما سيحدث لاحقاً عندما يكبر الاولاد ويبقى البيت كبيراً على ساكنيه.. ويرى ان المساحة ينبغي ان تكون مختصرة قدر الامكان ويترك الباقي كمساحات تعطي رحابة للبيت افضل من البلك والاسمنت والمساحات المبنية الكبيرة… وظللت اتابع هذا المواطن الصالح وهو يشرح لولاة الامر حفظهم الله في مناسبات متعددة ارتبطت بمشاريع ضخمة هي مشاريع جليلة كرست لها هذه الدولة العظيمة الوقت والجهد والمال والمتمثل في مشاريع توسعة الحرمين الشريفين وبعض المشاريع الضخمة في المشاعر المقدسة او في المشاريع المحيطة بالحرم واكرم بها من خدمة واكرم بها من شرف… وكان بكر بن لادن يشرح وهو يقود السيارة المتحركة الكهربائية التي كان يستقلها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله ثم مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الامين الامير سلطان بن عبدالعزيز اسبغ الله عليه لباس الصحة والعافية وهي لقطات موثقة بالصوت والصورة تليفزيونياً وفوتغرافياً وهي مهمة ضخمة تصدى لها بكر بكل حرص ودقة وانجاز… ولهذا من يرى روعة المعمار ودقة البناء وجمال الهندسة في المشاريع التي تنفذها شركة ضخمة بقيادة بكر بن لادن يدرك ان المهندس بكر محل الثقة الكبرى التي منحت له وان مثل هذا الانجاز لا يأتي الا بتخطيط وصبر وعمل دؤوب متواصل حتى وصلت النتائج ولله الحمد الى ما وصلت اليه… اما ما دعاني الى كتابة هذا المقال فهي مقابلة تلفزيونية شاهدتها مع المعماري المسلم د. محمد كمال اسماعيل الذي صمم توسعة الحرمين الشريفين بهذا التصميم الجميل حيث استطاع ان يحقق التمازج بين الجمال والروح وان يظهر عز الاسلام بهذا التصميم الفريد… وقد اختاره الملك فهد رحمه الله ليقوم بهذا العمل حيث يجيب لماذا تم اختياره لهذا العمل فيقول بان الملك فهد رحمه الله عاين مسجداً في الاسكندرية قمت بتصميمه وكذلك كنت على صلة بشركة بن لادن وربما اقترحوا على الملك فهد اسمي… ويواصل عن تواصله مع معالي الاستاذ محمد ابا الخيل وزير المالية آنذاك وتفرغه لمدة ثلاثة اسابيع في الرياض للانتهاء من التصميم… وبدأ بالحرم النبوي الشريف حيث كان المقترح ان تكون التوسعة بـ30 ألف متر ويضيف الدكتور محمد بانني جئت الى جدة وقابلت بكر بن لادن وعرضت عليه الموضوع فقال هذا لا يمكن ان يكون سليماً لان 30 ألف متر لن تكفي الا 3 أو اربع سنوات ومن ثم سوف نحتاج الى مساحة اكبر حتى تخدمنا في المستقبل فاحسن طريقة ان نطلب 90 ألف متر وذهب بكر بن لادن للمك فهد رحمه الله فوافق على الزيادة وهذه كانت نقطة تحول في العمل وتم البدء في نزع الملكيات والعمل في التوسعة… وتطرق المهندس محمد الى شخصية الملك فهد رحمه الله وحجم التعامل المميز والحرص على هذا المشروع الضخم ودور المهندس بكر في الامر.. والمقابلة جميلة يمكن الاطلاع عليها في موقع اليوتيوب العالمي… والشاهد في الامر هو بعد نظر بكر بن لادن واخلاصه ونصحه لولي الامر بما يساعد على اداء العمل.. وبحمد الله فقد كان نعم الاقتراح حيث نرى التوسعة الهائلة للمسجد النبوي الشريف مع الزيادة الكبيرة لاعداد الزوار لمسجد رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه.. مثل هذا الرجل يستحق اكبر وسام والدولة حريصة على تكريم رجالها الذين ينكرون ذاتهم ويقدمون اعمالاً جليلة بحرص وجهد وبعيداً عن الاضواء… وهنا اؤكد بانه لا تربطني بالمهندس بكر اي علاقة عميقة او مصالح وليس لي اي منفعة من هذا المقال سوى اننا تعودنا احياناً البحث عن المثالب والاخطاء وعندما نرى النجاحات والاعمال المميزة نبخل في ان نقول شكراً وهذه كلمة شكر لرجل يستحقها ان شاء الله ويكفيه اسهامه بالعمل الهندسي لعمل ولاة الأمر في توسعة الحرمين الشريفين جعل الله ذلك في ميزان اعمالهم.