السعوديون عام 1444هـ

Abstract

علماء ومبتكرون سعوديون يحملون راية الاختراعات الإنسانية والقيادة التكنولوجية في مجتمعنا على مستوى العالم، وموهوبون يهدون المجتمع حلمهم في تحوله إلى مجتمع راق مبدع، يفكر ويقدر قيمة الابتكار والجمال والفن على مختلف الشرائح الاجتماعية، لا فرق هنا بين إقليم وآخر أو مذهب وآخر ولا حضري أو قبلي، فالجميع متساوون في الفرص تحت مظلة الوطن، لا فرق بينهم إلا في قيمة ما ابتكرته عقولهم وابتدعته أيديهم، وجامعات سعودية تعد في الصفوف الأكاديمية الأولى عالميا، وتربويون يقدرون قيمة العقل الذي يمتلكونه في فصولهم الدراسية قبل موعد نزول راتبهم الشهري، ومسؤولون يعون تماما قيمة الكراسي التي ملؤوها قبل قيمة مشالحهم، وطوابير لا تعد ولا تحصى من الأسر السعودية واقفة لأخذ دورها للدخول إلى متحف للفنون الجميلة أو آثار تاريخية بدلا من إهدار وقتهم في مولات التسوق.لوهلة كنت أحلم بكل ذلك عام 1444هـ، وأنا أتأمل ابتسامة الفريق الذي استقبلنا من باب مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع يتقدمهم الأمين العام للمؤسسة الدكتور خالد بن عبدالله السبتي والدكتور فهد الطياش المستشار الإعلامي للمؤسسة والدكتورة آمال الهزاع المدير العام للقسم النسائي، ابتسامتهم التي لم تغادرهم لحظة كانت تشع تفاؤلا نابعا من القلب، وبقيت تضيء يقينا بالطموح والتي تعاضدت مع كلمات الفريق خلال الاجتماع بنا للتعريف بمشروع المؤسسة والخطة الاستراتيجية التي أقرها القائد المبدع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. والمؤسسة التي يرأسها أبو متعب تلقى كل الدعم منه شخصيا، والخطط التي سمعناها خلال الاجتماع جبارة وتحتاج لجهود دؤوبة وميزانيات ضخمة، هدفها البحث والتنقيب عن الموهوبين منذ مرحلة ما قبل المدرسة وتبنيهم وتنمية مهاراتهم حتى الوصول إلى مرحلة تسلم القيادة الإبداعية والتنموية في مجتمعنا، ليتحول بعد خمس عشرة سنة ـ أي عام 1444هـ ـ إلى مجتمع المعرفة والإبداع، كل ذلك وفق دراسات علمية وأسس متكئة على خبرات دولية تتعاون معها في ظل شراكات مع نخبة العلماء في العالم.حقيقة كم شعرت بالسعادة وأنا أسمع حديثهم عن بعض الشباب والشابات الذين تبنتهم المؤسسة ورعتهم خلال سنواتها القليلة السابقة وما تزال تتابعهم وهم في بعثاتهم الخارجية الآن، وكم أثلج صدري خالد وعبد الله وأريج وزملاؤهم ممن بذروا بيننا ونطمح أن تتكاثر وتتوالد، فالموهوبون بين أولادنا كثر، والمؤسسة جاء دورها في غربلة ذلك، لكنها وحدها لن تستطيع، فعلى كل أسرة وموهوب وموهوبة وكل مواطن أن يتواصل معها ويتحمل جزءاً من الوعي تجاه المجتمع والحلم الذي جعلونا أثناء زيارتنا نشاهده ونعيشه في طموحاتهم وأهداف المؤسسة، وهي ترحب بالجميع وبفرص متساوية. والحقيقة، أن صدورهم الرحبة أمام التساؤلات الصريحة التي أكثرنا منها معهم كانت مصدر أمل لي برحابة صدرهم على مجتمع ما يزال يخشى عرض مسلسل تاريخي بدوي ربما يثير نعرة قبلية، مجتمع لم تصل بعد مؤسساته الحكومية وخاصة التعليمية لمرحلة النضج الفكري والعملي كي تستوعب مسؤوليتها تجاه حلم المؤسسة الطموح، مع ذلك تبقى ابتسامتهم التي نبعت من إخلاص وطني منبع يقين لتحقيق حلم السعوديين عام 1444هـ وليست وحدها المسؤولة عن ذلك؛ بل كلنا مسؤولون عنه وشركاء فيه وكلنا مطالبون بالتكاتف معها. 0 : عدد التعليقات