الملك عبدالله يحارب الفقر والبرد بالإسكان الشعبي السعودية : أهالي الشمال يودعون مريوشة العين ويرددون خليك بالبيت

Abstract

يبدو أن «حضن مريوشة العين» لا يمكن أن يحقق الدفء لمن يتمناه من سكان شمال السعودية بعد موجة البرد التي شهدتها تلك المناطق منذ شهر، ففي السابق كان يردد الشماليون أبياتاً شعرية عند انخفاض درجات الحرارة، حيث يقولون «هبت هبوب الشمال وبردها شيني، ما تدفي النار لو حنا شعلناها، ما يدفي إلا حضن مريوشة العيني، وإليا عطشنا شربنا من ثناياها». وغابت هذه الأبيات في الشهر الماضي لانتفائها مع الواقع الذي تعيشه المناطق الشمالية في السعودية، ابتداء من حفر الباطن، ورفحاء، وعرعر، وحائل، والقريات، والجوف، وتبوك، ولجأ الناس هناك إلى عبارة «خليك بالبيت»، وهو البرنامج الشهير للإعلامي زاهي وهبي، في رسالة لعدم نية الخروج من المنازل نظرا لتسجيل درجات تقل عن الصفر. وبعد أن تسبب البرد القارس في عدد من الوفيات بين صفوف الطلبة ورعاة الأغنام في تلك المناطق، بادر رجال أعمال ومسؤولون وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في تحريك شاحنات لنقل وسائل التدفئة إلى فقراء تلك المناطق. وتشترك بعض المناطق الشمالية في الحالة الاجتماعية السيئة، حيث يعيش في تلك المناطق فقراء بأعداد كبيرة ويقطن بعضهم منازل من صفيح وأخشاب لا تقيهم برد الشتاء أو حر الصيف، الأمر الذي يحتم الإسراع في إنشاء المساكن التي تحقق لهم حياة كريمة. ويؤكد ثامر بن هايل المهوس، رجل أعمال في منطقة الحدود الشمالية، أن المنطقة لا تزال تشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة، مشيرا إلى أن مساعدات خادم الحرمين الشريفين ساهمت في تخفيف معاناة أهالي المنطقة، إضافة إلى رجال الأعمال ممن لهم مساهمات في هذا الشأن، ويسعون في ذلك إلى فعل الخير. ويرى المهوس، أن تلك المساعدات عبارة عن حلول «مؤقتة» للمعاناة التي يعيشها سكان الشمال، مطالبا بإيجاد إسكان للفقراء، ومراعاة تصاميم مباني الدوائر الحكومية والمدارس، مشيرا إلى أن موجات البرد تأتي بشكل دائم على المناطق الشمالية. وينطبق الحال بالنسبة للحاجة للإسكان في كل من منطقتي حفر الباطن، والجوف اللتين يعيش بعض سكانهما في مبان خشبية هزيلة، بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة، خصوصا بعد موجه ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السعودية. ويعاني أهالي مدينة القريات، وفقا لعلي العطشان، التي شهدت تساقط الثلوج أكثر من مرة، ووصلت درجات الحرارة إلى 12 درجة تحت الصفر، من تكرار انقطاع التيار الكهربائي، بسبب الطلب المتزايد على تشغيل وسائل التدفئة، الأمر الذي أدى إلى استخدام الوسائل البدائية في التدفئة، حيث لجأ أهالي المنطقة إلى توفير الحطب، الذي يتراوح سعر الحمولة الصغيرة ما بين 800 إلى 1000 ريال (266 دولارا). ويرى أهالي الشمال ضرورة إيصال المساعدات إلى المحتاجين وفق آلية واضحة وسريعة، وأن يتم إشراك الجمعيات الخيرية المنتشرة في السعودية باتخاذ قرار المستحقين، والابتعاد عن العمل الاجتهادي الذي قد يحرم المحتاج الفعلي. يشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين قد وافق في أبريل (نيسان) الماضي على إنشاء 16 ألف وحدة سكنية في مناطق السعودية بمبلغ 2.4 مليار ريال كمرحلة أولى ضمن خطة وزارة الشؤون الاجتماعية لإنشاء 64 ألف وحدة سكنية ضمن مشاريع الإسكان الشعبي التي سيتم توزيعها للفقراء، إضافة إلى تبرع الملك عبد الله بمليار ريال من حسابه الخاص لجمعية الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، والتي تعنى بتوفير إسكان للفقراء والمحتاجين في مختلف مناطق السعودية.