كفى مبالغة تتجافى مع الواقع

Abstract

كفى مبالغة تتجافى مع الواقع قرأت في جريدة «الجزيرة» في عددها رقم 13113 في 22 من شعبان 1429هـ في الصفحة الأخيرة خبرا بعنوان (السعوديات يقضين الصيف خلف مقود السيارة)، وفوقه رسم (كاريكاتير) وردت فيه التعليقات التالية: مصايفنا وندرة المياه، بابا أبي موية، ما فيه إلا موية المساحات. وأنا هنا لا أناقش موضوع قيادة المرأة للسيارة، ولا أناقش موضوع المياه في عسير.. وقد سعدت كما سعد غيري بأمر خادم الحرمين الشريفين بوضع الحلول لتلك المشكلة والبدء الفوري في ذلك حفظ الله خادم الحرمين وجزاه خير الجزاء. ولكن الذي أحببت مناقشته هو المبالغة؛ فبعض الكتاب ونقلة الأخبار يبالغون في تصوير القضية التي يناقشونها حتى يخرج الأمر عن حد المعقول. ولقد اتفق لي أن وقفت على ما نقله الرسم الكاريكاتوري والخبر تحته ففي صيف هذا العام 1429هـ لم أر في أبها مشكلة بالشكل الذي تصفه بعض الأخبار، صحيح أنه كان هناك نقص، ولكنه لم يكن بالحجم الذي تصوره بعض الأقلام: فأحدهم يقول في خبر: الترويش 10 ريال والوضوء 5 ريال، والثاني يقول: ما فيه إلا موية المساحات وهنا تبرز الموضوعية؛ فإنه من الواجب أن لا نبعد عن الواقع في نقلنا لحجم المشكلة والدقة في تحديد الزمان والمكان.. فالتهويل والتعميم ينافيان الموضوعية والأمانة الصحفية والمهنية الناجحة. أما الخبر الثاني فقد ورد فيه (إلى ذلك شهدت وكالات تأجير السيارات في تلك الدول خصوصا جمهورية مصر العربية وتحديدا القاهرة إقبالا شديدا من السعوديات اللاتي يرافقهن أبناؤهن في بعض الأحوال استئجار السيارات ويحددون أنواعها.. ومنها فيطلقن في قيادتها بشوارع القاهرة. وهنا أعجب أشد العجب فقد كنت في القاهرة فلم أر امرأة واحدة ممن وصفهن الخبر.. وقد تنقلت في أماكن من القاهرة.. وحتى النساء المصريات فلم أر طول إقامتي إلا ثلاث فقط يقدن السيارات، فلماذا المبالغة وكيف يسيغ أن نقول: (السعوديات يقضين الصيف خلف مقود السيارة) وانظر هنا: السعوديات فلم يقل عدد قليل ولم يقل: أيام من الصيف.. وإنما: السعوديات والصيف ثم يقضين الصيف (فقط) خلف مقود السيارة.. باعتبار ذلك: غاية. إذا دعت الحاجة فإن المرأة تقود السيارة في المملكة للخروج من ضرورة فرضتها، ولكن ذلك يبقى في حجم الندرة وهو ما لا يرقى ليكون ظاهرة أو شيئا مألوفا، ولكن المجتمعات جميعها ترضى أن خدمة المرأة ومشيها مع وليها ومساعدتها في كل شيء شرف يحمله الرجل: أبا وزوجا وابنا، وذلك ما رأيته في القاهرة وكل بلد زرته في داخل المملكة وخارجها. عبدالعزيز بن صالح العسكر