إلى القطاع الخاص : استحوا وبادروا

Abstract

الأوامر الملكية التي صدرت بالأمس من ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز لبنة بناء متينة في تعميق التلاحم بين القيادة والشعب، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك مدى انحياز الملك الإنسان لبنات وأبناء شعبه، رواتب ومكافآت وترقيات ودعم للمشاريع، وتقدير للعلم والعلماء، وثناء على موقف الكتاب ووطنيتهم. كل هذا الحراك الوطني الكبير يجب ألا يغيب عنه القطاع الخاص السعودي الذي يجني الثمرة الأكبر من شجرة الوطن يبخل الآن على أبنائه وهو يرى الآخرين في القطاع العام ينعمون بالخير. يؤكد عبد الله بن عبدالعزيز على أن «يقوم القطاع الخاص بواجبه الوطني في هذا الأمر على أكمل وجه، وهو من تكاملت مؤسساته بما أفاء الله به على بلادنا من خير وفضل، مع استرعاء اهتمام الجميع لهذا المطلب الوطني الملح». هذا القطاع الخاص على المحك الآن ويجب أن يقف إلى جانب العاملين فيه. هذا القطاع الخاص ينتظره الجميع ليقتدي بالأوامر الملكية التي شملت كافة منسوبي القطاع العام والعسكريين، ويبادر بصرف رواتب وبدل غلاء معيشة لمنسوبيه، بدلا من رفع الأسعار لاقتسام كعكة المصروف من الأوامر الملكية للمواطنات والمواطنين، لإعادتهم إلى ما كانوا عليه قبلها، ولتحميل منسوبي القطاع الخاص الذين بقوا بلا زيادات ولا دعم فاتورة أطماع التجار وأساطين المال؛ لأن منسوبي القطاع الخاص «الغلابه» بقوا «مكانك راوح» بلا زيادات، وبالتالي ستأتي زيادات الآخرين وبالا عليهم ونقمة؛ لأن أطماع بعض التجار والشركات والمؤسسات لن ترحمهم وسيدفعون وحدهم الثمن، إيجارات مرتفعة وما تزال ترتفع، ومواد غذائية تتضاعف قيمتها للاستنزاف ليس إلا. القطاع الخاص مطلوب منه الآن أن يقف أمام مرآة وطنيته بتجرد تام، وأن يبادر بالاقتداء بالأوامر الملكية قبل أن يصبح هو الخاسر الأكبر من هذه العملية. القطاع الخاص يأكل من خير الوطن، ويكبر من مشاريع الدولة، وليس هناك عقل أو منطق يجيز له أن يستأثر بكل ما يحظى به من دعم سخي دون أن يؤدي مسؤوليته تجاه وطنه ومواطنيه، وأن يقف إلى جانبهم ليقفوا إلى جانبه. إلى القطاع الخاص .. بدون مجاملة وبدون رتوش: أثبتوا وطنيتكم الآن وليس غدا بالفعل وليس بالقول .. سمعتكم جميعا على محك الوطنية في اختبار حقيقي من يفشل فيه لن ينجح أبدا.