الأمير خالد وشعار «مكة في حالة حج دائم »

Abstract

خادم الحرمين الشريفين لقب اختاره قادة هذا البلد الأمين وفضلوه على أي لقب آخر، وبه ينادى ملوكنا في كل محفل دولي أو محلي أو كلما ذكر اسم أحدهم، ومنه نستوحي أبرز مهامنا نحن السعوديين من القائد الأعلى حتى أصغر فرد وهي خدمة ضيوف البيت الحرام وزوار مسجد النبي المصطفى الأمين فنحن جميعا سدنة وخداما لهذين البيتين الشريفين .ثم يأتي في مقدمة خدام الحرمين الشريفين رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز الذي يشرف بشكل مباشر على خطط وأعمال اللجنة العليا للحج والتي تعتبر مجلس وزراء مصغرا مهمته الأولى خدمة الحجيج وتيسير أداء مناسكهم. يلي ذلك أمير الحج صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي ما أن انتهى حج هذا العام كشعائر حتى رفع شعار (نحن في حالة حج دائم) طيلة العام من خلال استئنافه مبكرا عقد لجنة الحج المركزية التي يترأسها سموه والتي تناقش بالتحديد في اجتماعها الأول سلبيات وملاحظات الحج المنصرم. والأمير خالد مشهور عنه براعة فائقة في القيادة الميدانية ومعايشة الواقع على الأرض فهو لايراقب الحدث من بعد وإنما يمارس العمل في الصف الأمامي ولعل كاميرات الصحفيين اقتنصت لقطات نادرة لسموه وهو يمارس جولاته في الميدان خلال الحج .من ضمن الأدوات التي جبل عليها سموه ويحسن استخدامها فراسته الفذة في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب فهي مزية يمتلكها سموه وينفرد بها وبالتالي تكون معزوفة العمل متكاملة ليس ثمة نشاز، وتكون ملحمة الأداء كالقصيدة الرائعة التي يجيدها سموه ليس ثمة كسر أو جبر .وبعد براعة القيادة الميدانية وفراسة اختيار الأكفاء يكمل الفيصل وسام الإبداع ببراعة التخطيط واستشراف المستقبل الأجمل والرؤى الاستراتيجية البعيدة ولعل خير مثال على ذلك هو ما أوردته جريدة عكاظ في عددها ليوم أمس - وهو ما سبق وأن أشرت إليه أعلاه- بأن اللجنة المركزية للحج التي يرأسها سموه ستعقد اجتماعا لمناقشة أوجه السلبيات والملاحظات التي تم رصدها ومعالجتها. فقائد يفضل البدء بمناقشة السلبيات وأوجه القصور وتأجيل الاحتفال بالنجاح الباهر ليس إلا من قائد فذ ذي رؤية ثاقبة وطموحة ومقتفيا أثر تلك المقولة: (لا نقبل أن نتحدث عن أنفسنا بلغة الرضا) التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ـ حفظه الله ـ في أحد توجيهاته .gghamdi@yahoo.com