حالة إدمان سياسية

Abstract

حمود أبو طالب يصر لبنان على أن يستمر إيقونة سياسية خاصة، لها أسلوبها في المفاجآت والمناورات والسجالات بين الخلطة الفريدة لمكوناتها.الصيف في لبنان يمضي كما هو بزحمته وسواحه وليله ونهاره، لكنه تميز هذه المرة، كما هو الحال في السنوات الأخيرة، بسخونة شديدة ليست بسبب طقس الطبيعة فقط، وإنما بسبب طقس السياسة.. يقول الرئيس ميشال سليمان لصحيفة الحياة يوم أمس: «أحدثنا تقدما خلال السنتين الماضيتين في معالجة أزماتنا وعمل الحكومة يتطور فلماذا نعيد الأمور إلى الوراء بأيدينا خصوصا أن إسرائيل قد تستفيد من خلافاتنا، وفي وقت تعني الزيارات المتوقعة للبنان من قادة عرب أنهم يريدون دعم لبنان واستقراره»..هناك جانبان في الجملة السابقة للرئيس سليمان، الأول إشارته إلى محاولات إعادة الأمور إلى الوراء، وهي محاولات لم تتوقف، ويبدو أنها لن تتوقف بسهولة، إذ أن ذلك من خصوصية الساحة السياسية اللبنانية التي يمتزج فيها الداخلي بالخارجي، والخاص بالعام، والرئيسي بالهامشي لتصبح بانوراما لها ألوانها وظلالها الخاصة.. قدر لبنان أن تكون ساحته خصبة ومهيأة لكل التجاذبات السياسية التي تحدث في محيطه القريب والبعيد، لكنه أيضا يصر على أن تستمر ساحته هكذا، وكأنها حالة إدمان لاشفاء منها..ومن جانب آخر، فإن التكتلات السياسية بمختلف أطيافها، ووسائل الإعلام بمختلف توجيهاتها في لبنان تجمع على أهمية الزيارة التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز إلى بيروت يوم غد.. لم تختلف وسيلة إعلامية عن أخرى في التأكيد على أن الملك عبد الله هو الساعي دائما وبصدق وإخلاص على ضمان الحد الممكن من التضامن العربي والاستقرار في بؤر النزاعات والخلافات، ويكاد لبنان وما يحدث فيه شاهد كبير على الجهود الضخمة التي لم تتوقف ولم تيأس لرائد التضامن العربي، الذي يسعى إليه بمروءة وشهامة، منزهة من المزايدات.. على لبنان أن يستفيد من هذه الزيارة إلى أقصى حد، وأن يعي أنه مهما كانت الجهود فإنها لن تؤدي إلى شيء مهم طالما هو يصر على إعادة الأمور إلى الوراء، كما قال الرئيس ميشال سليمان.habutalib@hotmail.comللتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة