قمّة العشرين

Abstract

من المقرر أن تعقد في واشنطن يوم السبت القادم، الخامس عشر من نوفمبر الحالي، قمّة للعشرين دولة الأثقل وزناً من الناحية المالية أو السكّانية في العالم. وتلك الدول هي (الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، اندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، بريطانيا، والولايات المتحدة). وبالتالي من يدقق في الحساب سيرى أن الدول التي أوردتها 19 لا 20 فمن هي الدولة العشرون؟ المفاجأة أنها ليست دولة ولكنها اتحاد إقليمي هو (الاتحاد الأوربي) مما يعني أن أوربا ممثلة بدول فرادى وباتحاد كامل ربما بنفس الطريقة التي تضمن لبريطانيا التمثيل في المسابقات الدولية بعدد من الفرق.المهم أن هذه القمّة التي يحضرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ممثلاً لبلادنا إلى جانب ممثلين آخرين للدول النامية في مقدمتهم زعماء الصين والهند، تمّ الترتيب لها بشكل عاجل بعد مشاورات مكثفة قادها الرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني براون وأقنعا الرئيس بوش بضرورة عقدها قبل انتقال السلطة إلى خلفه الديمقراطي المنتخب. وحسب البعض فإن هذا الاستعجال لم يكن مدفوعاً فقط بالخشية من نوايا الرئيس الجديد بل هو مدفوع أيضاً بالخشية من حلول التاسع والعشرين من نوفمبر الحالي، التاريخ المحدد لعقد قمّة الدوحة المقرر أن يحضرها كافة زعماء العالم لمراجعة مدى التقدم في تطبيق التفاهمات التي تم الاتفاق عليها منذ أكثر من ستة أعوام في قمة مونتريه/المكسيك تحت عنوان (المؤتمر الدولي للتمويل من أجل التنمية)، والتي يتوقع أن تتحول إلى قاعة محاكمة لزعماء الدول الصناعية وفي مقدمتهم مجموعة السبع التي تضم كلاً من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا إضافة إلى أمريكا، تلك الدول التي قادت العالم إلى الأزمة الحالية بعد ثبوت عدم قدرتها أو تقصيرها في تدبير أمورها الاقتصادية ناهيك عن أمور الدول النامية المحتاجة التي أنهكتها دون جدوى بكثرة طلباتها وشروطها التي تفرضها عليها من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.لذلك كان لا بد أن تلجأ الدول الصناعية الغربية إلى هذه الخطوة الاستباقية مستغلة حاجة الرئيس بوش لحبل إنقاذ يخفف من وطأة النتائج الكارثية التي قاد بلاده والعالم بأسره إليها على كافة الأصعدة قبل أن يتوارى في غياهب التاريخ.ولإضفاء صبغة الإجماع....