التفكير بصوت مسموعمشاعر ملك وخادم وطن

Abstract

التفكير بصوت مسموعمشاعر ملك وخادم وطند.عبد الله بن موسى الطايرليس من شك أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد ملَك مشاعرنا كبيرنا وصغيرنا، ورغم الفارق العمري الكبير بينه حفظه الله وبين جيل يافع من أبنائه نجد لغته تأخذ إلى قلوبهم طريقها بدون معوقات، فالملك عبدالله على رؤوسهم وصدورهم ويزين كل ما غلا عندهم، ومن أجله يدخلون في تنافس وشجار، وقد يتعارك الصبية مع غيرهم حباً في أبي متعب. أما جيل الكبار فبينهم وبين الملك عبدالله رابط من العلاقة مقدس ويصعب على أي دخيل على الثقافة السعودية أن يفهم خصوصية العلاقة بين الملك وشعبه. د.عبد الله بن موسى الطايرليس من شك أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد ملَك مشاعرنا كبيرنا وصغيرنا، ورغم الفارق العمري الكبير بينه حفظه الله وبين جيل يافع من أبنائه نجد لغته تأخذ إلى قلوبهم طريقها بدون معوقات، فالملك عبدالله على رؤوسهم وصدورهم ويزين كل ما غلا عندهم، ومن أجله يدخلون في تنافس وشجار، وقد يتعارك الصبية مع غيرهم حباً في أبي متعب. أما جيل الكبار فبينهم وبين الملك عبدالله رابط من العلاقة مقدس ويصعب على أي دخيل على الثقافة السعودية أن يفهم خصوصية العلاقة بين الملك وشعبه. يظن بعض الناس أن المسؤول إذا علا شأنه تصرف في مصائر الناس كيفما شاء، والواقع أنه كلما ارتفع شأن المسؤول أصبح أكثر الناس عملًا وأكثرهم انشغالا بمسؤولياته، فكيف بملك يدير شعبا تتعدد مصالح مواطنيه، وتتضارب في أحايين كثيرة، وعلى الملك أن يكون حكما عادلا بينهم يضرب بالعدل هامة الجور، ويقف إلى جانب الضعيف حتى يأخذ حقه ويتعامل مع تعقيدات السياسة الداخلية والخارجية في عالم لاينام ولا تهدأ أحداثه، ثم يخرج لمواطنيه ليقول لهم بلغة الأب البسيط والمواطن الذي يستمد قوته من إخوته وأخواته «لاتنسوني من دعائكم». ما يقوله الملك عبدالله ليس نفاقا ولا دعاية وإنما هو رسالة طالما وجهها ويجب أن يفهمها كل من شرفه الله بخدمة هذا الشعب في أي موقع كان. ليس المسؤول إلا خادماً في موقعه وهو مخدوم في مكان آخر، تلك مهمتنا كمواطنين في مواقع المسؤولية، لايجب أن تجنح بنا خيالاتنا وتبتعد بنا نشوة الكرسي بعيدا عن حقيقة أننا خدم للمواطن. وبقدر ما يعبر الملك عبدالله عن حقيقة حبه لشعبه فإنه يؤكد بوضوح أن لا أحد فوق المواطن، ولا أحد أهم من الوطن وذلك منهج طالما أعلن عنه ولاة الأمر وطبقوه واقعا على الأرض فهل يستنكف مسؤول صغر أو كبر حجم مسؤوليته أن يكون خادما في موقعه للشعب؟ مرة سألني أحدهم في ديار الغرب كيف يحكمكم ملوك لم يحصلوا على شهادات متخصصة في السياسة والاقتصاد؟ قلت له ببساطة لأنهم جامعات في مسائل الحكم. رؤساؤكم درسوا السياسة والاقتصاد والقيادة في الجامعات بينما رضعها ملوكنا منذ نعومة أظافرهم، ومارسوها بكل تحدياتها منذ الصغر. منذ توحيد المملكة العربية السعودية مرت بلادنا بمحن كثيرة منذ محاولة الخوارج اختطافها وتصدي الملك عبدالعزيز لهم، وعندما خطب الأخوان ودها فردهم بدهاء ردا جميلا وأبعدهم عن تصريف شؤونها، فلما اشتعلت الثورات الانقلابية وصنفت بلادنا رجعية تعرضت لتهديدات القوميين والثوريين وتعرض أمنها للخطر ولكنها خرجت من تلك الظروف قوية ثابتة على المبدأ، وإبان الحرب الباردة بقيت محتفظة بتوازنها بما يحقق مصلحة شعبها أولًا وأخيراً. جنبتنا قيادتنا حروبا وأزمات، وتحمل قادتنا في سبيل مصلحة المملكة الكثير من العناء كان آخرها ما تبع أحداث 11 سبتمبر 2001م ومع ذلك احتفظت سياستنا بهدوئها، وقد كان تصريح واحد كفيلاً بأن يزج بنا في متاهة لا آخر لها. بهدوء حققنا تنمية شاملة، واستثمرنا أموالنا في أرضنا وفي صالح المواطن، بينما كانت ثروات بلدان عربية نفطية أخرى توزع هبات وعطايا لتمويل الثورات والانقلابات والشعارات، فعاشت تلك الدول حياة البؤس وانكشفت بعد عقود أنها لم تشيد حتى البنى التحتية الأساسية. من حقنا أن نحب ملكنا عندما يعبر عن حبه لنا بصدق بقوله: «وأنا ما أنا إلا خادم لكم ، أنا ما أنا إلا أقل من خادم لكم ، صدقوني أنني لا أنام إلا ولله الحمد سائلاً عن كل المناطق ما هي الحوادث فيها ، وش اللي ما صار وش اللي صار. ولله الحمد هذا ما هو كرم مني . هذا وفاء وإخلاص لكم ، وحبكم لي لن أنساه ، ولن أنساه مادمت حيا ... وأتمنى أن تعينوني على نفسي». نتمنى أن يرزقنا الله خدمة هذا الوطن بالمستوى الذي خدمته به ياملكنا، نخدمه بصدق بعيدا عن حسابات المصالح الشخصية. عندها سيكون بحق أعظم وطن.