الصحافة في أولويات الملك

Abstract

amf@srpc.comلم يكن حديثاً عابراً .. بل هو آلية وثيقة عمل لسياسة إعلامية وطنية في المرحلة القادمة ذلك هو حديث خادم الحرمين الشريفين إلى رؤساء تحرير الصحف السعودية أمس الأول، وفي كل المناسبات التي تجمع الملك عبد الله بالقيادات الصحفية كان حفظه الله دائماً يؤكد على أهمية الدور الذي تقوم به الصحافة لخدمة الحراك الاجتماعي والنقلة الكبيرة لمجتمعنا التي يقودها ويشرف عليها حفظه الله .. كما أنه يتطلع بكل صدق لأن تكون الصحافة عبر كتابها ومحرريها معيناً أميناً للدولة ولمؤسساتها .. بالذات عندما تكون المصلحة العليا للبلد تتطلب وقوف الصحافة سواء كان هذا عبر المؤازرة والمساندة، أو عبر الإشارة إلى المشاكل ومواطن الخلل والقصور في الأداء.في حديثه الأخير دعم هذا المبدأ .. وتحدث بروح القائد المدرك أن المصارحة والمكاشفة ضرورية عندما تكون هناك حاجة وطنية، والأزمة المالية العالمية تضعنا جميعاً أمام حاجة وطنية ملحة، وأمام متغيرات مهمة.فالمملكة دولة محورية عليها التزامات دولية وستكون ضمن الدول المشاركة في القمة العالمية المصغرة لبحث تداعيات الأزمة القائمة، كما أنها دولة التزمت أمام شعبها بمشروع وطني يستهدف توسيع دائرة التنمية وتعميق مشاريع البنية الأساسية.الملك عبد الله أشار إلى أن العالم مقبل على (حروب اقتصادية) وهو محق وصادق وشفاف في إطلاق هذا الوصف ورفع مستوى المواجهة، فالأزمة العالمية حقيقية وضربت في النظام المالي الذي يعد عصب الاقتصاد العالمي، والدول العظمى اقتصادياً وسياسياً هي محور الأزمة ومنشؤها، لذا هي في صدمة أخلاقية أمام العالم، لأن الخداع والغش والفساد الأخلاقي هي التي أوجدت الأسباب لهذه الأزمة.الدول الكبرى لن تستسلم بسهولة لتداعيات هذه الأزمة ولن تقبل أن تتصدى لها وحدها وتمضى الدول التي لم تتضرر بحالها لتفوز بالمكتسبات التي حققتها، من هنا تولد الظروف التي تطرح الاحتمالات الواقعية لدخول العالم إلى حقبة من الصراع الاقتصادي على الموارد.من واجب الملك أن يدعو إلى تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة احتمالات المستقبل، والإعلام مؤسسة مهمة وحيوية لتماسك الجبهة الداخلية، لذا من المهم أن تكون هذه المؤسسات التي تقوم على إدارة الرأي وتداوله مدركة لأولويات الدولة والمجتمع.لقد قال، حفظه الله، بطريقته الثابتة المباشرة التي تأتي من القلب إلى القلب ولا تعرف تلوين الكلمات .. قال: أنتم الآن تعرفون ماذا يحصل في العالم كله، وأحب أن أقول لكم إنني أعتقد أن العالم الآن في حرب خفية، حرب اقتصادية، ولا بد أن تراعوا هذا الشيء، تراعوا مصلحة الدين والوطن، لا مصلحة أشخاص، لأن الاقتصاد هو أساس كل شيء.