الخير في خطى ابومتعب

Abstract

الخير في خطى أبو متعب هيام المفلح بالتأكيد لم يكن سهلاً على خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهما الله أن يشهدا، ظهراً، مراسم دفن أخيهما الأمير عبد المجيد، يرحمه الله، ويتقبّلا التعازي فيه من المقربين والمواطنين، ثم يغادرا، مساء اليوم ذاته، إلى الحدود الشمالية من الوطن، ليقوما بزيارة أهلها المتلهفين على هذا اللقاء منذ زمن. إنه نداء الواجب، نداء الوطن، ونداء الشعب الذي لا يمكن التغاضي عنه أو تهميشه، مهما كانت المشاعر المشتعلة في النفس المسؤولة، لأنها تعي حقيقة مسؤوليتها أمام الناس.. وأمام الله. لذلك استقبله الناس بقلوب مفتوحة، ومشاعر مبهجة، واحتضنوه بشوق صادق. أغدق أهل الشمال محبتهم على ملك الإنسانية بسخائهم المعهود.. فكانت احتفالية جميلة ازدانت بدفئها.. وتلألأت بصفائها. وكان أن بادلهم أبو متعب حباً بحب، فنثرت يده البيضاء مفاجآت ميمونة على مواطني الحدود الشمالية بأسرها، فأعلن عن مشاريع تنموية عملاقة، وفي كافة المجالات، تقدّر ببلايين الريالات، استبشر بها الجميع، وأثبتت لهم أن لا فرق لديه بين مناطق ومواطني المملكة أينما وجدوا، فالرعاية واحدة، وينبوع العطاء مستمر في تدفقه، بإذن الله، وسيروي ماؤه كل الوطن - بمدنه وقراه - من أقصاه إلى أقصاه. لهذا يتلهف المواطن على زيارات أبو متعب.. فالخير - كل الخير - يهطل مع قدومه، كغيث تتشربه الأرض، فتنبت بالنماء والحضارة. أدام الله عزك يا خادم الحرمين الشريفين، وأعانك على تحقيق آمال شعبك وطموحاته، ونشر الرخاء حيثما حللت وأينما سرت.. ورحم الله أخاك الأمير عبد المجيد وأسكنه فسيح جناته، فقد كان عمره حافلاً بالعطاء والريادة.. وكذلك رحم الله شاعرنا الأمير عبد الله الفيصل الذي غادرنا أيضاً في منتصف هذا الأسبوع، ليزيد مساحة الفقد والحزن في النفوس. إنما هي الحياة هكذا.. اليوم فوق الأرض، وغداً تحت الأرض، وما الفوز إلا لمن يرحمه الله يوم العرض. رحم الله موتى المسلمين جميعاً، وجعل أحياءهم من الفائزين في الدنيا والآخرة. al-mefleh@alriyadh.com