حوار الأديان .. يد تبني وأيادٍ تضعُ العراقيل
التاريخ
2008-11-16التاريخ الهجرى
14291118المؤلف
الخلاصة
هل يجب على المملكة العربية السعودية أن تضع رأسها ضمن القطيع فتهلل لكل ما يعمله البعض وهي ترى آثاره الخطيرة في الأمين العربية والإسلامية وقضاياهما، ليس اقتناعاً وإنما خوفاً من هجمة إعلامية من قبل هؤلاء؟ أليس من واجب المملكة ومسؤوليتها التي حملتها منذ عشرات السنين أن تكون يداً تعالج الجراح، وتمد يد العون وتعين المحتاج، دون مزايدة على قضية أو استغلال لحدث من أجل تمرير أهداف سياسية أو توسعية. ألسنا نرى المملكة تتحمل كل ما يُشن عليها من حملات إعلامية من دول ودكاكين إعلامية ومحللين يُخَونون من لا تُعرف عنهم خيانة، ويدافعون عمن تاجر بالقضية وتبنى شعارات جوفاء يرددها وهو أول من يخرقها. إن المملكة حينما تتبنى قضايا الأمة العربية والإسلامية لا تنشد نفوذاً بقدر ما تريد خدمة قضايا العرب والمسلمين، وهي لم تزرع لها جيوباً في دول عربية من أجل إحداث فتن طائفية، كما يفعل البعض، كما أنها لا تعمل في الخفاء بل أمام الأشهاد، وهي تؤمن بما تفعله وتعرف أن ما تقوم به لن يرضي أطرافاً أخرى. وما دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات إلا جزء من شعور المملكة بأن هناك من يلعب على وتر الدين والطائفة لاستغلالهما سياسياً، ولبسط نفوذه في أماكن أخرى عبر تتمترس الطائفة خلفه، ولهذا رأينا أصوات أولئك الواهمين أن قضايا المنطقة أصبحت ساحة لعب لهم تعالت، تخون تارة وتبث أخباراً كاذبة أخرى، وأصبح محللوهم يتوزعون بين القنوات للهجوم على المملكة واتهامها فيما يعرفون قبل غيرهم أنها منه براء. والمملكة وهي تتبنى الحوار تدرك أن هناك من هو مستفيد من التأزيم الديني والطائفي، وهؤلاء لا يرضيهم مثل هذه الخطوة بل سيسعون جاهدين لعرقلتها والتشكيك فيها، ولذلك تجاوزت المملكة صراخهم وأكاذيبهم وأراجيفهم لأنها تعرف أن هؤلاء يريدون قضايا يزايدون عليها ولهذا يضعون العصا في كل عجلة تسير بحثاً عن حلٍ أو سعياً لإنقاذ. إن أكبر رد على هؤلاء المرجفين هو ما رآه العالم يوم الأربعاء الماضي من احتفاء بدعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان والثقافات والحضارات وما لقيته المملكة من تقدير دولي على هذه الخطوة، ومن تبني المجتمع الدولي لها. بل وما لقيته دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار من استجابة وترحيب كبيرين من علماء المسلمين ومن علماء الديانات الأخرى الذين يرون أن تأزيم العلاقة بين أتباع الأديان لا تخدم البشرية وإنما توفر الأجواء المناسبة لنشوء التطرف بين أتباع هذه الأديان. وهذا الحوار بداية الطريق لتحقيق السلم بين الجميع، أما أولئك فسيكتشف العالم أنهم مجرد ظاهرة صوتية تحارب كل فعل صادق يخدم العرب والمسلمين.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
733618النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5515الموضوعات
التعددية الدينيةالحوار
السعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
المؤلف
صالح بن محمد الجاسرتاريخ النشر
20081116الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية