العمران وهيبة بيت الله الحرام

Abstract

العمران وهيبة بيت الله الحرام عبدالله صادق دحلان عند بداية التأسيس للمملكة العربية السعودية حرص المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه على توجيه جل اهتمامه لرعاية الحرمين الشريفين وتطوير المسجدين المقدسين وسار أبناؤه الملوك على نفس الطريق حتى وصلت المسؤولية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ، والذي يحرص كل الحرص على تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة وتطوير العمارة في المسجدين وتقديم كل الإمكانيات الداعمة لتطوير الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة وعلى وجه الخصوص منطقة (منى) وللحقيقة تبذل حكومة المملكة العربية السعودية جهوداً عملاقة وتسخر بلايين الريالات لخدمة المسلمين في مكة والمدينة ، وهي رعاية لم يذكر لنا التاريخ مثلها بالحجم والمستوى وتسخر الحكومة السعودية كافة إمكانياتها البشرية والمادية لخدمة المسلمين في تأدية مشاعرهم. ورغم كل هذه الجهود الجبارة إلا أن هناك تطلعات وآمالاً كبيرة من المسلمين لدى خادم الحرمين الشريفين صاحب العطاء الكبير والمشاعر الفياضة وراعي وخادم الحرمين الشريفين بمناسبة تواجده في مكة المكرمة في العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك كعادته السنوية أن يضع إستراتيجية بعيدة المدى لتوسعة الساحات المحيطة بالحرم المكي، وينطلق هذا المطلب من الوضع القائم حالياً داخل وخارج الحرم المكي الشريف، فمنذ اليوم الأول من رمضان والحرم الشريف والساحات المحيطة مكتظة بالـمُصلين والمعتمرين والمسلمين حفظهم الله وهم في تزايد مستمر سواء من داخل الوطن سعوديون ومقيمون أو معتمرون وحجاج من خارج المملكة ، ورغم كل الجهود التي تبذل في زيادة السعة الإسكانية حول الحرم إلا أنها تمثل في حد ذاتها المشكلة الأساسية في أزمة الساحات حول الحرم في مكة المكرمة، وهي قضية سبق وأن طرحتها وأنطلق في إعادة طرحي اليوم من المصلحة العامة ولا غير. رغم أن طرحي هذا قد سبب لي في الماضي خصومة مع البعض ورغم تعدد الآراء ورغم قناعة البعض بآراء المستفيدين إلا أنني مازلت مقتنعاً بالحلول الطويلة المدى فمسؤولية المخطط أن يأخذ في الاعتبار المصلحة العامة للأجيال القادمة وإذا كان أصحاب الرأي الآخر الداعم لزيادة المباني وناطحات السحاب حول الحرم المكي يعتقدون بأن آراءهم هي الصائبة لمعالجة مشكلة الإسكان في الوقت الحاضر فإنني أدعو الله لهم بطول العمر عشرين عاماً أخرى ليروا بأم أعينهم الأخطاء....