سيشهد التاريخ لحكام آل سعود بدولة عصرية التزمت العدل والوسطية

Abstract

عزيزي رئيس التحرير... لاشك أن الدولة السعودية الأولى أو الدور الأول لدولة آل سعود المجيدة يعتبر عهد التأسيس، حيث قضي فيه على مظاهر البدع والخرافات والتعلق بغير الله والمعتقدات الباطلة، التي كان كثير من الناس يدينون بها جهلا أو تعصبا، وكثيرا ما كان علماء السوء، الذين انحرفوا عن المعتقد الحق والدين الخالص، الذي هو التوحيد لله رب العالمين وهو دعوة الرسل أجمعين، أو أشباه العلماء وليسوا كذلك أقول كثيرا ما لبس هؤلاء وهؤلاء على عامة المسلمين والمقيدين فزينوا لهم البدعة في صورة حسنة والباطل في لباس الحق فانتشرت كثير من البدع في الحجاز ووسط الجزيرة وشمالها وجنوبها وشرقها. ولما كان من سنة الله في هذه الأمة تجديد ما اندس من معالم دينها هيأ الله تعالى الأسباب الصالحة لقيام دعوة المجددين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمة الله عليهما)، وكانت بداية ميثاقها سنة 1158 الموافق 1745، وحصل بها خير عظيم لدين الناس ودنياهم، حيث اجتمع المسلمون على حاكم واحد وأقيمت الحدود وعمل بأحكام الشريعة وأظهرت الشعائر والشرائع وأمن الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم. وفي العهد الأول توسعت رقعتها حتى ضمت الجزيرة العربية بل إلى أبعد من ذلك، وفي عهد الدولة الثانية الذي قيض الله تعالى له إماما بارزا وحاكما عظيما وهو الإمام تركي بن عبدالله بن سعود، الذي بويع سنة 1238، ودخل الرياض سنة 1240مقيماً دولة تتمتع بالاستقرار والازدهار والأمن والنظام وأقام الشريعة واعتنى بالقضاء والعدل وأعاد للدولة هيبتها وسلطانها (رحمه الله)، وتولى بعده ابنه الإمام فيصل الذي استمر على ما كان عليه والده، ثم مر بالدولة فترة ضعف وتفرق وليل اشتد سواده لكنه لم يطل، حتى أذن الله ببزوغ الفجر على يد الإمام الصالح والملك العادل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي هيأ قدرا لهذه المهمة العظيمة حين كانت الأمة الإسلامية تمر في حال ضعف وانقسام وفرقة وتسلط الأعداء.. ابتدأ ملكه بفتح الرياض سنة 1319 ثم مضى متوكلا على الله هو ووالده وإخوانه ورجاله من العلماء والمناصرين حتى وحد هذه الجزيرة تحت اسم المملكة العربية السعودية سنة 1351، وجمع كلمة أهلها ولم شتاتها وجعل منهجها كتاب الله وسنة رسوله وهدي خلفائه ودعا إلى تضامن المسلمين جميعا، وأعلن ذلك حين بويع في الحجاز سنة 1344، وأقام دولة ذات نظم وكيان ومؤسسات واعتنى عناية فائقة بالقضاء....