يسر والألف خدمة

Abstract

يسر والألف خدمة د. محمد بن حمد الكثيري لن أدخل في الاختلاف على المسمى، وهل المسمى الأصح هو الحكومة الالكترونية أم الادارة الالكترونية؟، وإن كنت شخصياً أميل إلى المسمى الأخير لأنه الأصح من وجهة نظري، إذ هو يعكس المقصود من هذه الالكترونية، وعدم رغبتي في الدخول في نقاش حول المسمى، هو اهتمامي بالنتائج، دون الخوض في تفاصيل وخلافات هامشية، قد تعيق تحقيق الأهداف، في عالم سريع الحراك، لا مجال فيه إلا للمنتجين، ولا مقاس فيه للنجاح إلا بما يتحقق من نتائج على أرض الواقع، أقول إنني لن أدخل في صحة الاسم من عدمه، إذ هو لا يهم، ولكن اسمحوا لي ان ابدأ الحديث مباشرة عن ما صدر عن مجلس الوزراء في 1427/4/10ه، ونشر في حينه، حول موافقة خادم الحرمين الشريفين على تخصيص ثلاثة مليارات ريال لتنفيذ برنامج التعاملات الحكومية الالكترونية، أو ما اتفق على تسميته يسر يسِّر الله أمره. جاء في تفاصيل ذلك البرنامج، انه يسعى خلال الخمس سنوات الأولى، التي تبدأ من هذا العام، إلى تقديم ما لا يقل عن (150) خدمة الكترونية حكومية تضم أكثر من (1000) خدمة فرعية تقدمها (40) جهة حكومية (جريدة الرياض العدد 13868)، وأضيف ايضاًانه تم اسناد ذلك الأمر إلى وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة المالية وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث شكلت لجنة للاشراف ومتابعة تطبيق ذلك البرنامج. شيء جميل أن يصدر مثل هذا التوجيه، وشيء جميل أن تبدأ أجهزتنا الحكومية ادراك مثل هذا الأمر، إذ ان تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي اطلاقاً كما يقال، ولكن الأجمل من كل هذا، ان هذا البرنامج لم يأت عائماً كما هي عادة الكثير من قراراتنا، والتي نتيجة لذلك تمضي السنوات تلو السنوات دون أن نرى لها أثراً على الواقع. برنامج يسر جاء محدداً، حيث ينوي القائمون عليه تقديم (150) خدمة الكترونية رئيسية تضم (1000) خدمة فرعية تقدمها (40) جهة حكومية. وهذا التحديد، الذي أظنه مهماً لمثل هذه المشاريع، يضع هذا البرنامج والقائمين عليه، تحت محط أنظار المتابعين، والمهتمين من المواطنين، بمثل هذا المشروع. لذلك أجد ان على القائمين على هذا البرنامج، وهو برنامج متى تم تنفيذه سيرفع مستوى الأداء وكذلك الوضوح والشفافية في أداء أجهزتنا الحكومية، أن يمارسوا الوضوح والشفافية أيضاً ومنذ بداية العمل في البرنامج وفي كافة مراحل تنفيذه. نريد منهم أن يعلنوا لنا كمواطنين، عن هذه الخدمات التي ستقدم لنا الكترونياً، مع توزيعها على السنوات الخمس، كي نطمئن، وقبلنا مجلس الوزراء الذي وافق على ذلك البرنامج، ان البرنامج سائر في الطريق الصحيح، إذ لا نريد أن ننام على هذه الألف خدمة خمس سنوات، لنكتشف أننا بعد مضي تلك السنوات لم نحقق الهدف المنشود. المطلوب أن يقدم لنا القائمون على هذا البرنامج جدول عمل زمنياً، مبيناً فيه تلك الخدمات المتفق على تقديمها الكترونياً، مجدولة سنوياً، كي يكون الجميع على علم واطلاع بتقدم المشروع، وتحقيقه للأهداف التي حددت في بدايته. أقول ذلك. رغم تحفظي على عدد الخدمات التي تقرر أن تنجز خلال هذه السنوات الخمس، والتي أظن انها طويلة في عمر زمن المعرفة، الذي نعيشه، كنت أتمنى ان تكون الخدمات أكثر، وعمر البرنامج أقل، ولكن المهم أن ننطلق، ونحدد الهدف، ونقيس مدى التقدم والانجاز في هذا البرنامج، متى كان لدينا برنامج تفصيلي واضح ومعلن للجميع. الدكتور محمد بن حمد الكثيري Kathiri2001@yahoo.com